الرئيسية / أخبار الأسرى
حرية الأسير: مرحلة جديدة من التعامل مع تغييرات الحياة وصدمتها
تاريخ النشر: 07/12/2017
حرية الأسير: مرحلة جديدة من التعامل مع تغييرات الحياة وصدمتها
حرية الأسير: مرحلة جديدة من التعامل مع تغييرات الحياة وصدمتها

لا تزال مصلحة سجون الاحتلال تمارس على الأسرى سياسة عزل تامة تحرمهم من مواكبة ما يجري من تطورات الحياة، خارج جدران السجون التي هي مدافن للأحياء.
مكتب إعلام الأسرى التقى بعدد من المحررين الذين قضوا أكثر من عشر سنوات داخل سجون الاحتلال، لتسليط الضوء على كيف كانت صدمة التحرر عندهم بعد رؤيتهم التقدم السريع في نواحي الحياة، وخصوصاً في مجال الاتصالات.
دون تكنولوجيا
المحرر لطفي جعيدي، اعتقل لمدة 13 عاماً، ودخل السجن بدون أن تكون هناك شبكات للتواصل الاجتماعي، وأجهزة الهاتف الخلوي كانت من النوع القديم، فهواتف اللمس لم تكن موجودة.
يقول المحرر لطفي جعيدي، لمكتب إعلام الأسرى"الفترة التي أمضيتها داخل السجن طويلة، فهي 13عاماً من القهر والعزل والقيود والتنقل من سجن إلى آخر، ومنع التواصل مع العالم الخارجي إلا من خلال المحامي أو زيارة الأهل التي لم تكن منتظمة، أو من خلال اتصالات من هواتف مهربة، تقوم مصلحة السجون بالعثور عليها بين الحين والأخر".
يضيف جعيدي"عندما تحررت شاهدت أنواعاً من الهواتف الحديثة، واستغربت في بداية الأمر فقد سمعنا عنها من زيارة الأهل، واليوم هي بين أيدينا، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والواتساب والسكايب، وأخبرني أحد الأصدقاء أنه خصص لي صفحة على الفيسبوك باسمي، فهذا التطور لا يشعر به الأسرى بينما المعتقلين الجنائيين من اليهود يتمتعون بميزات منها التعرف على كل ما هو جديد، فالإجراءات المطبقة عليهم تختلف كلياً عنا، فهناك تمييز عنصري واضح".
ويتابع جعيدي قائلاً" يحتاج المحرر الذي أمضى وقتاً طويلاً في السجن إلى فترة تأهيل للاندماج في الحياة، فالتغيرات التي تجري تستبق الزمن، والأسير يكون داخل الأسر في عالم آخر، وكنا نشهد الهواتف الراقية مع ضباط البوسطة والحراس عن بعد، كما أن تكنولوجيا الاتصالات فيها ثورة لا تتوقف".
يوجه جعيدي مطالبة فورية بالتحرك من أجل الإفراج عن قدامى الأسرى الذين أمضوا أكثر من ثلاثين عاماً، ففي محافظة قلقيلية الأسير محمد داود " ابو غازي " الذي أنهى عامه الثلاثين، سيكون كل شيء يعرفه وعايشه عمره أكثر من ثلاثين عاماً، ولو طبقنا هذه المدة على جهاز حاسوب لأصبح الجهاز قديماً جداً ولا يصلح للواقع الحالي، فكيف بإنسان أمضى ثلاثة عقود بعيداً عن كل مظاهر الحياة، إضافة إلى بقية قدامى الأسرى".
كل شيء تغير
المحرر المهندس رائد الأشقر (39عاماً) حاله كحال بقية الأسرى القدامى عندما يتنسموا عبق الحرية يقول المحرر رائد" كل شيء حولنا تغير بعد فترة اسر لمدة 15 عاماً، وهذا التغيير يشعر به الأسرى فقط ، فالفجوة بين الفترة التي أسروا فيها وبين لحظة التحرر فترة طويلة كفيلة بتغيير الواقع الذي حولهم بصورة كلية، فالسيارات تغيرت ووسائل الاتصال تغيرت والصغار كبروا والكبار هرموا، وقريتي والقرى المجاورة تغيرت".
يضيف الأشقر"وعند لحظة التحرر تحتاج إلى فترة استيعاب لمعلومات تراكمت طويلاً، وهذا إرهاق للأسير المحرر المضطر لتقبل هذه المعلومات للتقليل من الفجوة التي عاشها الأسير داخل السجون والحرمان المخطط لها من خبراء في علم النفس يعملون لدى مصلحة السجون، فحياتنا في الأسر في عزل تام".
يوضح الأشقر بأن الأسرى يسترقون الحياة من خلال وسائل يبتكرونها بعيداً عن عيون ضباط مصلحة السجون الذين يكرسون كل وقتهم في كيفية حرمان الأسرى من أي تواصل مع الخارج، ففي الزيارة سواء كانت للأهل أو المحامي تكون من خلف ألواح الزجاج وأجهزة الصوت التي يتم تشويشها بتعمد وقصد وتكون فوق ذلك مراقبة.
يشير الأشقر إلى أن الأسرى محرومون من أدنى حقوقهم في حياة كريمة تضمن لهم معرفة ما يدور حولهم سواء من ناحية التقدم العلمي في كافة المجالات أو الحوادث التي تقع، فكثير من الأسرى يعلمون بوفاة أقربائهم بعد فترة زمنية طويلة، وهذا له أثر نفسي كبير عليهم.
 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار