الرئيسية / مقالات وتقارير
كيف سيبدو المشهد الفلسطيني إثر حسم أقدس قضايا الحل النهائي؟
تاريخ النشر: 08/12/2017
كيف سيبدو المشهد الفلسطيني إثر حسم أقدس قضايا الحل النهائي؟
كيف سيبدو المشهد الفلسطيني إثر حسم أقدس قضايا الحل النهائي؟

قال محللون سياسيون إننا مقبلون على مرحلة جديدة في المنطقة، ترتفع فيها وتيرة الصراع والتصعيد على ضوء حسم الولايات المتحدة الامريكية قضية القدس، أقدس قضايا الحل النهائي لصالح اسرائيل، وذلك على شكل مواجهة داخل أروقة المنظمات الدولية، وقد يتدحرج التصعيد الى انتفاضة ثالثة.

وبحسب تقدير بعض المحللين، فان خيارات المواجهة والسيناريوهات المتاحة للسلطة الفلسطينية محدودة في ظل ضعف الحالة العربية وانتهاء دور الوسيط الامريكي بالعملية السياسية، لكن يمكنها التحرك باتجاه تشكيل جسم دولي بديل للولايات المتحدة ليتولى قيادة أي عملية سياسية جديدة، عنوانه الرئيسي الاتحاد الاوروبي وروسيا، او ان يكون التوجه نحو حل الدولة الواحدة.

وكان الرئيس الامريكي أعلن الاربعاء (6-12-2017) رسميا اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالقدس عاصمة لاسرائيل، واعلن البدء بعملية نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، ما يشكل تحولا خطيرا في السياسة الامريكية تجاه الصراع الفلسطيني العربي الاسرائيلي، علما ان الادارات الامريكية السابقة تجنبت على مدار السنوات الماضية اتخاذ مثل هذه الخطوة.

وقال المحلل السياسي، طلال عوكل، في حديث لـ "القدس" دوت كوم، ان "قرار ترامب تسبب بخلط الاوراق في المنطقة، ولم يعد أحد يراهن على ان المفاوضات يمكن ان يخرج عنها حل، ولو كان اقل من الحد الادنى للحقوق الفلسطينية. الرؤية الامريكية اصبحت واضحة بالنسبة للفلسطينيين وللعرب، ولا توجد فيها الحقوق، وتسير بوجه متطابق مع السياسة الاسرائيلية، وعلى ضوء ذلك سيرتفع منسوب المقاومة للسياسة الامريكية والاسرائيلية، بمعنى سيحدث تصعيد في الصراع المفتوح -ليس بالضرورة ان يكون صراعا مسلحا- سواء بالتوجه الى المنظمات الدولية ومحكمة الجنايات او غيرها، وقد تتدحرج الامور الى انتفاضة ثالثة، حيث ان هناك فرصة وبيئة موائمة لاندلاع انتفاضة فلسطينية سلمية من جديد".

ولا يعتقد عوكل ان هناك جدوى من حل السلطة الفلسطينية، حيث انها "اصبحت جزءا من الكيان الفلسطيني ولها دور كبير تجاه الشعب الفلسطيني ، وتلعب دورا مهما في ادارة الصراع على الارض الفلسطينية، وبالمقابل ستواجه ضغوط امريكية واسرائيلية واسعة على شكل ابتزازات مالية او غيرها من المضايقات، وقد تضغط الولايات المتحدة على بعض الاطراف العربية للمشاركة في ابتزاز السلطة".

ويرى، المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم، ان "القضية الفلسطينة ستدخل في مرحلة جديدة لن تكون فيها الولايات المتحدة راعيا مقبولا لعملية السلام، واذا ما كانت هناك فرصة لعملية سياسية ستكون عبر مؤسسات الامم المتحدة ومشاركة عدة اطراف".

واوضح ان اعتراف الولايات المتحدة الاميركية بالقدس عاصمة لاسرائيل "وضع عملية السلام في مأزق جديد، ونستطيع القول انها انتهت الى غير رجعة، على الاقل بالمنظور القريب، وهو ما يتطلب من القيادة الفلسطينية وقادة الفصائل وضع استراتجية جديدة لتحديد طبيعة المرحلة المقبلة، بعد التخلص من اعباء اتفاق اوسلو، وذلك على ضوء حسم الولايات المتحدة قضايا الحل النهائي لصالح اسرائيل".

من جانبه قلل المحلل السياسي، الدكتور غسان خطيب، من اهمية الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل، وصفا هذا القرار بـ "المؤذي ولكنه غير حاسم، حيث يزيد من تحديات الشعب الفلسطيني لكنه لا يحسم الامر على الاطلاق، لان هناك وقائع على الارض تتمثل بالوجود الفلسطيني الثابت في القدس الشرقية، وهناك القانون الدولي، ومجلس الامن اللذين يعتبران القدس محتلة، وهناك الاتفاقات الموقعة بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي التي تحدد ان القدس موضع تفاوضي في مفاوضات الحل النهائي".

وبين الخطيب ان "الخيارات المتاحة امام السلطة الفلسطينية تقوم على التركيز على القنوات الدولية والمؤسسات الدولية واستغلال عدم قانونية الاعلان الامريكي، والتصعيد على المستوى القانوني، وبموازاة ذلك العمل على تحسين الاوضاع الداخلية بتحقيق الوحدة الوطنية وتثبيت صمود المواطنين".

وقال المحلل السياسي، الدكتور ايمن يوسف ان "الخيارات الفلسطينية المتاحة محدودة، حيث يمكن وضع مجموعة من الخيارات الممكنة: اولها مقاطعة التفاوض مع الجانب الامريكي والاسرائيلي، كما يجب ان يكون ان هناك موقف واضح يشمل جميع القوى والمنظمات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية حول مقاطعة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية الامريكية، ووقف كافة اشكال التعاون والتواصل".

واضاف "الخيار الثاني انه وفي ظل الاعلان ان الولايات المتحدة لم تعد وسيطا مقبولا لعملية السلام، فانه يمكن التوجه الى الاتحاد الاوروبي وروسيا واقناعهما بان يكونا الجسم البديل للولايات المتحدة لاي عملية تفاوض مقبلة. والخيار الثالث هو الاعلان عن انتهاء حل الدولتين والعمل على حل الدولة الواحدة".

ولم يستبعد يوسف امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة، لكنه يرى انها "خطوة غير عقلانية في هذه المرحلة، خاصة انها يجب ان تكون مقرونة باهداف سياسية واضحة، حتى لا نكرر تجربة الانتفاضة الثانية التي كانت نتائجها سلبية من حيث زيادة هجمة القتل والاستيطان ". 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار