الرئيسية / أخبار الأسرى
الأسير فادي حمد .. حكاية "الإداري" والفراق
تاريخ النشر: 08/01/2018
الأسير فادي حمد .. حكاية "الإداري" والفراق
الأسير فادي حمد .. حكاية "الإداري" والفراق

لم تكد "نور" تفتح عينيها على رحاب الدنيا حتى اختُطف منها الحضن الدافئ، أشهر قليلة فقط عايشت فيها والدها قبل أن تتلقفه أيادي الاحتلال مجددا وتلقي به في دوامة الاعتقال الإداري البغيض.

الأسير فادي حمد (33 عاما) من بلدة بيرزيت شمال رام الله لا يمكن أن يُجهل اسمه لدى أي من سكان محافظة رام الله والبيرة، فبصماته كانت واضحة في مجلس طلبة جامعة بيرزيت حين قاده أكثر من مرة، ومرات اعتقاله العديدة كانت كفيلاً أن تجعل اسمه محفورا في ذاكرة الكثيرين.

الفراق القسري

ولدت نور وهي الابنة الوحيدة للأسير حمد قبل أن يتم اعتقاله ببضعة أشهر على يد الاحتلال، كان ينتظر قدومها بفارغ الصبر ويزين غرفتها بالألعاب والهدايا حتى قبل أن تولد، ولكن يد الاحتلال أرادت أن تفسد عليه هذه اللحظات.

تقول زوجته سيما متولي لـ مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال اعتقله في الحادي والعشرين من أيلول من عام 2016 بعد اقتحام منزله في بلدة بيرزيت، وتم تحويله مباشرة للاعتقال الإداري الذي يتم تجديده فور انتهائه.

كان خبراً سيئا حل على العائلة حين تم تحويل فادي للإداري، فهو لم يكد يتحرر بعد أن أمضة 26 شهراً في ذاك الاعتقال دون أي تهمة أو محاكمة.

وتضيف زوجته:" لم نصدق أنه من جديد دخل دوامة الإداري وهو من أمضى سنوات في سجون الاحتلال منها أشهر طويلة في الإداري، وإذا كنا نصنف أسوأ أنواع الاعتقال لدى الاحتلال فهو الإداري بلا منازع لأن الأسير وعائلته يبقون رهينة مزاج الاحتلال".

الأسير حمد لم يتوان عن نصرة إخوانه الأسرى؛ فخلال اعتقاله عام 2014 شارك في الإضراب الذي خاضه الأسرى الإداريون للمطالبة بوضع حد لهذا الاعتقال الجائر، والذي استمر وقتها 65 يوماً وتدهورت فيه حالته الصحية، كما خاض إضراب الكرامة مع مئات الأسرى خلال شهر نيسان من العام الماضي للمطالبة بتحسين ظروف الأسرى المعيشية.

وتبين زوجته بأن الاعتقال الإداري بات يؤثر على مسار حياة عائلات بأكملها وليس فقط على حياة الأسير ذاته، حيث تبقى العائلة في الانتظار تتجرع الفراق خاصة إذا كان لدى الأسير أطفال، لافتة إلى أن ابنتها ورغم صغر سنها إلا أنها تعرف صورة والدها وتميزه وتناديه أحيانا.

وتتابع:" حين نذهب لزيارة زوجي بعد الحصول على ما يسمى بالتصريح الأمني فإن نور تقترب من نافذة الزيارة وتقبّل الزجاج وتبكي حين تنتهي الزيارة، وأنا أشفق على حالها أحيانا وأستذكر أحوال الأسرى الباقين وأطفالهم الذي حرموا منهم لسنوات طويلة".

مؤخرا تمكن محامي الأسير حمد من التوصل إلى صفقة مع نيابة الاحتلال العسكرية تقضي بالإفراج عنه في شهر أيار المقبل على أن يكون التمديد الإداري القادم هو الأخير له ضمن ما بات يعرف بالحكم الجوهري، علما أن الأسير دخل إضرابا عن الطعام كذلك في سجون السلطة حين اعتقلته عام 2015.

ولكن ذلك لم يمنع والدته من الاستمرار في حمل صورته في كل اعتصام ووقفة تخص الأسرى وهي مبتسمة تدافع عن نجلها وتنشر صورته في كل الميادين، فهي على قدر فخرها به تشتاق أن تحتضنه كما لو كان طفلا صغيرا. 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار