الرئيسية / أخبار عبرية
حملة نتنياهو بسوريا.. نقاط النجاح والإخفاق
تاريخ النشر: 11/02/2018
حملة نتنياهو بسوريا.. نقاط النجاح والإخفاق
حملة نتنياهو بسوريا.. نقاط النجاح والإخفاق

سقوط مقاتلة أف 16 الإسرائيلية الحديثة على أسخن مواجهة إسرائيلية-سورية تشهدها منذ حرب تموز عام 2006 مع حزب الله في جنوب لبنان، هيمن على ما تعرف إسرائيليا بـ"جبهة الشمال". لكن على خلاف الحرب المذكورة لم تمض إسرائيل قدما في المجابهة التي خطفت الأنفاس يوم السبت، وفضلت الاكتفاء بغارات انتقائية في الداخل السوري، والتفاهم على "تسوية هاتفية" لم تعرف تفاصيلها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتمتع منذ تدخل بلاده في سوريا عام 2015 بوضعية ضابط إيقاع الحروب التي اندلعت تباعا في أرجاء البلاد منذ عام 2011.
ورغم تصنيف إسرائيل لما حصل بأنه "أكثر من مجابهة، وأقل من حرب"، إلا أن ماكينتها الدعائية المواكبة للمجابهة، أخفقت بترويج المزاعم القائلة بأن إيران وليس نظام الرئيس بشار، كانت هي الخصم على الطرف الآخر من الجبهة.
حصل ذلك رغم حرص الناطقين الإسرائيليين منذ اللحظة الأولى للأزمة، على ربط إيران بالطائرة المسيرة -التي اتخذ إسقاطها ذريعة للتصعيد اللاحق- ثم إتباع ذلك بالتركيز على أن الغارات الإسرائيلية التالية في الداخل السوري، استهدفت 4 مواقع إيرانية من ضمن 12 هدفا تعرضت للقصف الإسرائيلي.
سخرية إيرانية
وأتاح انعدام الدليل على المشاركة الإيرانية في المجابهة الأخيرة، للمسؤولين في طهران، الفرصة للسخرية علنا من المزاعم الإسرائيلية بشأن تورط بلادهم مباشرة في المجابهة الأخيرة. علما أن مشاركتهم في الحرب السورية -التي يدعون أنها محصورة في الجانب الاستشاري- ليست سرا شائعا فقط بل إن الشواهد على وجودها أكثر من أن تحصى. إلا أن مداها الحقيقي والدقيق في النظام الدفاعي للرئيس الأسد، غير معروف على الأرجح، إلا للراعي الروسي.

ورغم وجود احتمال لبراءة طهران من إرسال الطائر المسيرة، إلا أن الأخيرة لم تكن بعيدة عن الهدف النهائي للتصعيد الإسرائيلي. وهو يتلخص بإقصاء الميليشيات الشيعية التابعة لها والتي تنتشر إلى جانب وحدات من حزب الله اللبناني في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة المحاذية للحدود مع إسرائيل.
والدليل ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت أمس بأن "إسرائيل أوضحت للمسؤولين الروس أن جميع التحذيرات الإسرائيلية ضد التموضع الإيراني في سوريا قد تحققت". أما نتنياهو فذهب إلى القول بأن إسرائيل لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
كما أن مراقبا للشأن السوري يذهب إلى اعتبار أن الأزمة الأخيرة، من مظاهر المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية على الأرض السورية. ويضيف أن الرئيسين بوتين ودونالد ترمب اتفقا في هامبورغ في يوليو/تموز الماضي على شمول جنوبي غرب سوريا باتفاق خفض التصعيد. ويشير كذلك إلى أن الاتفاق يتضمن "عدم وجود قوات غير سورية" في مناطق "هدنة الجنوب" السوري في درعا والقنيطرة والسويداء. وهو ما يعني إبعاد تنظيمات تدعمها إيران و"حزب الله" عن حدود الأردن وخط فك الاشتباك في الجولان.
تعليق حزب الله
هل ضمنت التسوية الهاتفية بين نتنياهو وبوتين تحقيق غرضه بإبعاد حزب الله والميليشيات الموالية لإيران من جنوبي غرب سوريا؟. لا يعرف حتى اللحظة ما إذا كان اتفاقا حصل حول النقطة، خصوصا أن تعليق حزب الله اللبناني على المواجهة شابته لهجة المنتصر. حيث اعتبر متحدث باسمه أن "ما حصل أسقط المعادلات القديمة"وأن "هناك بداية مرحلة إستراتيجية جديدة".
أما نتنياهو نفسه فلن يكون بمقدوره حتى اللحظة، الادعاء بأنه بعد إسقاط "الأف 16" سجل انتصارا في سوريا. وهو بالتأكيد لن يردد ما قاله وهو زعيم للمعارضة، لسلفه في رئاسة الحكومة إيهود أولمرت بعد حرب تموز عام 2006 بأنه "لأول مرة تنتهي حرب تبدأها إسرائيل بنفسها دون أن تنتصر فيها". 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار