الرئيسية / رياضة
لماذا يقوم المدربون باستبعاد نجوم كبار قبل كأس العالم؟
تاريخ النشر: 07/06/2018
لماذا يقوم المدربون باستبعاد نجوم كبار قبل كأس العالم؟
لماذا يقوم المدربون باستبعاد نجوم كبار قبل كأس العالم؟


ما سبب الخيارات المفاجئة التي نراها من مدربي المنتخبات قبل البطولات الكبرى؟

اقترب كأس العالم من بدايته وكعادة كل بطولة يشتعل الجدل بالأيام الأخيرة قبل انطلاقتها لمناقشة الخيارات الفنية للمدربين خاصة بما يتعلق باستبعاد النجوم فهذه القرارات تمثل أمراً شبه كلاسيكي قبل كل عرس عالمي وبين اتهام البعض مدربي المنتخبات الكبرى بالغرور ومحاولة خطف الأضواء أو بين اتهامهم بضعف الكفاءة ومحاولة فرض الأفكار دعونا نتعرف على الأسباب التي تدفع المدربين فعلاً لاتخاذ هذه القرارات:


فريق مختلف:

لطالما شاهدنا لاعبين كانوا نجوماً بفرقهم وأصبحوا عالة بفرق أخرى ولنا بذلك أمثلة كثيرة ربما أشهرها بالعصر الحديث إبراهيموفيتش "بين إنتر وبرشلونة" وأوين "بين ليفربول وريال مدريد" وغوتزة "بين دورتموند وبايرن" والأمثلة أكثر من أن نجمعها بسطور قليلة لكن الفكرة الأساسية ترتبط بأن حالة عدم نجاح النجوم بفرق أخرى هي شيء وارد للغاية والأمر قد لا يتعلق بالتكتيكات فقط بل بمدى اختلاف التعامل مع الزملاء وأسلوب إدارة المجموعة أو ربما حتى طبيعة المنطقة التي يتواجد بها الفريق.

فلنتخيل أن هذه الأندية حصلت على فرصة لتجريب تواجد النجوم معها قبل أن تتم هذه الصفقات ألم يكُن برشلونة ليقرر التراجع عن ضم إبراهيموفيتش؟ أو لم يكُن للريال أن يقرر غض النظر عن ضم أوين؟ بالمنتخبات فرصة التجريب هذه موجودة فإدارة المنتخب لا تدفع مالاً مقابل شراء اللاعب إنما قرار وجوده من عدمه مرتبط برغبة مدرب المنتخب ومدى اقتناعه بالنجم لذا يمكنه ببساطة أن يفكر باستبعاده دون أن يحسب أي عواقب مالية بالتالي قد يختار بأي وقت إنهاء مسيرة لاعب بالمنتخب أو تجديدها بحسب قدرة هذا النجم على تكرار ما يفعله بناديه مع المنتخب فكل واحد من هؤلاء فريق خاص والنجاح بواحد من الاثنين لا يعني بالضرورة النجاح بالآخر.

ذات الأمر ينطبق أيضاً على الأندية فلطالما نجح لاعبون بتقديم مستوى مثير بكأس العالم بدا لاحقاً أنه أكبر بكثير مما يمكن أن يقدموه بالأندية وهذا ربما ينطبق على أحد نجوم كأس العالم 2006 فابيو غروسو أو على حارس تركيا 2002 روشتو ريكبير أو حتى على هداف كأس العالم 2014 خاميس رودريغيز الذي لم تدُم "فترة العسل" طويلاً بينه وبين ريال مدريد.

روح الفريق:

خلال فترة كأس العالم يلعب الفريق 7 مباريات "كحد أقصى" خلال فترة شهر واحد وبظل ضغط المباريات والإعلام يكون الفريق تحت موقف صعب لذا لابد من ضمان الهدوء داخل الملعب التدريبي والفندق وهنا تأتي مهمة مدرب المنتخب بإيجاد مجموعة قادرة على تحفيز بعضها وخلق جو مناسب بالمعسكر لأن تعكير الأجواء سيضمن تعثر الفريق حتى لو امتلك أفضل 11 نجماً بالعالم.

بقواعد مدربي الفريق لابد من إيجاد 19 نجماً قادرين على صناعة الفارق وخلق التنوع التكتيكي المطلوب و4 لاعبين تقريباً يضمنون وجود الحماس وإشعال الأجواء بالمعسكر عدا عن قدرتهم على لعب أدوار تكتيكية معينة خلال التمرين لاختبار أساليب معينة ضد خصوم من نمط خاص أما استقدام 23 نجماً قد يتسبب بمشاكل لا نهاية لها داخل العسكر أو على الأقل قد يتسبب بأجواء تنافسية بالتمرين لحد زائد عن المرغوب وهو ما ينعكس سلباً على الفريق لذا يضطر المدربون لاستبعاد قائمة قد لا تضم بالضرورة أفضل 23 لاعب بل أفضل مجموعة تتألف من 23 لاعب بغض النظر عن عناصرها.

النهج العام:

سنوياً يحصل المنتخب على 5 فترات للعب مباريات دولية يخوض فيها الفريق عادة لقاءين أي أن مجموع ما يخوضه اللاعب بالمنتخب هو 10 مباريات كأقصى حد إذا ما استثنينا التواجد ببطولة كبرى والتي قد تزيد عدد المباريات لـ17 مواجهة كحد أقصى بحال لم يغيب عن أي لقاء علماً أنها تكون غالباً على فترات متباعدة في حين ممكن أن تتجاوز عدد مباريات اللاعب مع ناديه حد 50 مواجهة بالموسم.

ما بين تباعد المواعيد الدولية وضغط العمل بالأندية يصعب على مدرب المنتخب أن يفرض على اللاعب أسلوباً معيناً كي يتبعه بل يكون مضطراً للتماشي مع أسلوب لعبه بناديه وهنا قد يحدث التصادم الأكبر حين يكون ما يناسب المنتخب مختلف تماماً عمّا يناسب النادي وهذا ينطبق لحد كبير مثلاً على ليروي ساني الذي تسبب اعتماده المفرط على مهارته بمنتخب ألمانيا لاقتصار حصيلته على صناعة هدف وعدم تسجيل أي هدف خلال 12 لقاء دولي رغم أرقامه الرهيبة بمانشستر سيتي وذات الشيء انطبق بالسابق على عدد هائل من اللاعبين من بينهم كمثال حديث الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد واين روني الذي سجل هدفاً في 11 مباراة خاضها بكأس العالم، يرى لوف أن ساني يمثل ورقة للمستقبل بالنسبة لألمانيا وهو ما دفعه للخروج بمؤتمر علني يقول به أن نجم مانشستر سيتي سيتواجد بسبتمبر المقبل كي يبدأ محاولاته لزيادة تناغمه مع أسلوب عمل الفريق أما بالنسبة للوقت المتبقي قبل بدء البطولة فهو غير كافٍ لأكثر من إجراء بعض التمارين التكتيكية لزيادة مرونة الفريق وهذه مشكلة إضافية تواجه مدربي المنتخبات.

لطالما تسببت أيضاً المشاكل الاجتماعية أو الأخلاقية باستبعاد لاعبين من منتخباتهم رغم استمرارهم بالأندية كما حدث مع بنزيمة وإيكاردي أو النجم الأرجنتيني الشهير ريدوندو الذي استُبعد من كأس العالم 1998 فقط بسبب عدم حلاقته لشعره فتصرفات كهذه قد تكون كفيلة بخلق القلق للمدربين مما قد يحدث لروح الفريق الواحد داخل المعسكر بمواجهة كل الضغوطات الموجودة بالخارج.

كأس العالم ليس مكافأة!:

ينتقد البعض خيارات المدربين من مبدأ "يستحق هذا اللاعب التواجد بكأس العالم قياساً على ما قدمه بالموسم الحالي" لكن قياساً على كل البنود السابقة بات من الواضح أن أداء اللاعب بالموسم قد لا يكون كافياً أبداً لإعطائه مكاناً بكأس العالم.

نوير مثلاً يتواجد بصفوف منتخب ألمانيا منذ 9 سنوات ويملك تفاهماً رهيباً مع خط الدفاع عدا عن كونه قائد للمانشافت وأشياء كهذه تجعل لوف يقلل من قيمة ما قدمه تيرشتيغن ليفضل حارسه الخبير صاحب الأسلوب الخاص والذي تطبّع به أسلوب الفريق بشكل كبير خلال السنوات الماضية وكان مفيداً للغاية بالنسبة له بمونديال 2014.

ضغط اللوائح:

أيضاً لا يمكننا أن ننسَ بأن تقارب مستوى اللاعبين وكثرة النجوم بمركز معين قد تتسبب بإجبار المدرب على استبعاد بعض المميزين حيث اضطر ديشامب مثلاً للاكتفاء باستدعاء 5 لاعبي وسط من أجل إعطاء المهاجمين مساحة أكبر بالقائمة لكن رغم ذلك اضطُر لاستبعاد لاعبين مبدعين مثل لاكازيت وكومان عدا عن إصابة باييه.

كل هذه النقاط لا تجعل كل خيارات المدربين مفهومة فاستبعاد ناينغولان مثلاً من بلجيكا مازال ملغوماً للغاية ولو أن تواجد اللاعب أمام مارتينيز لمرات عديدة أعطى حتماً المدرب الذريعة المقنعة للتخلي عن هذا النجم حاله حال الكثير من المميزين مثل ماركوس ألونسو وسيسك فابريغاس ولاكازيت وقائمة واسعة من الغائبين عن كأس العالم. 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار