ينتهى الشهر ولكلّ شيء نهاية. المُشاهدة مُتعِبة، والكتابة مُتعِبة، لكنّ تعب المسؤولية خارج القياس والمقارنة. حاولنا الإحاطة بالمشهد، إنما البشر عادة محدودو القدرات. مسلسلات شاهدناها برغبة، وأخرى أدركنا أنّها إهدار للوقت، وتابعنا المشاهدة. كانت ضرورات. ينتهي الشهر بعد ضجيج درامي كاد أن ينخر الرأس. معظم ما شاهدناه مُفرغ من المحتوى، عاجز عن بلوغ ذروة الإعجاب النقدي. موسم الخيبة. خفيفٌ عابر، عُمر الدهشة فيه لحظة. دخل "تانغو" القلب، وفرض التعلُّق به وانتظاره بسعادة، لكن في المطلق، تُفتَقد أعمالٌ تُخرجكَ من #رمضان بمشاعر من اكتفاء. نحكم على ما تسنّت مُشاهدته، وعذراً على ما لم يُتح الوقت المرورَ عليه. مرة أخرى، البشر عادة محدودو القدرات.
نبتعد هذه السنة من تصنيف الأعمال بين "الأفضل والأسوأ" بالمعنى الحرفي للتصنيفات، ونوضح: المكتوب رأي أخير بأعمال شاهدناها، ولعلّ بعض ما فاتنا كان يستحقّ حضوره هنا، فثمة أعمال كـ"رحيم"، "أبو عمر المصري"، "الرحلة"، "الواق واق"، "بالحجم العائلي"، "موت أميرة" وسواها، وصَلَنا صداها وفرَضَ ضيقُ الوقت الاكتفاء بما وصل. نختم الموسم على هذا الشكل: "تانغو" ("أل بي سي آي"، "أم بي سي") الأقرب إلى المزاج والقلب، كاراكتيراته جزء من انتظارنا اليومي. مسلسل بإيقاع مضبوط وتوتّر عالٍ. أبطاله الأربعة مشغولون بحرفية، والجميع تقريباً يتألّق. من الأعمال القادرة على تحويل الكليشيه إلى حدث. مليء بالاتقان والمفاجأة.