أنا آخر مكالمة مع نورهان بنتى كانت قبل ماتموت بساعتين.. وكان مضمونها إنها تصحى جوزها مصطفى علشان يجيلى القهوة وميتأخرش على الشغل وقالتلى حاضر وبالفعل الساعة 9 صباحاً لاقيته عندى ووشه كان مخطوف وفيه حاجة غريبة وبالرغم من كدة ماحستش بغدر منه، ولما رجعت البيت وفطرت جالى خبر مقتل ابنتى ومن هنا بدأت الحكاية».. هكذا بدأ عادل أحمد مصطفى، 51 سنة، والد قتيلة شبرا الخيمة على يد زوجها المدمن، فى سرد تفاصيل الجريمة البشعة والتى خلعت قلوب الأهالى من هول قسوتها، والتى نفذها صباح يوم الثلاثاء الماضى داخل شقة الزوجية دون أسباب واضحة حتى الآن.
وقال عادل أحمد، إن "القاتل" زوج نجلته "نورهان" 21 سنة، يعمل معه بالمقهى الخاص به منذ رمضان الماضى وذلك عقب خروجه من مصحة الإدمان بعد رحلة علاج 5 أشهر داخل إحدى المصحات الخاصة، وذلك فى محاولة منه لمساعدته لعودته لحياته الطبيعية والوقوف بجانبه بعدما خسر تجارته فى العطارة بسبب دخوله فى إدمان الهيروين بشكل مفاجئ للجميع، ولم يلاحظ أحد عليه مظاهر الإدمان.
وأوضح الأب المكلوم أن القاتل تقدم لخطوبة ابنته منذ 3 سنوات، وفى ذلك الوقت كان يعمل فى محل ألبان بالمنطقة وجاء معه والده الملتحي، مما جعلنا نوافق ونبارك إتمام الزواج بسبب شكل أسرته والتى يظهر عليها علامات الإيمان، وذلك بعدما توجهت لصاحب المحل وتأكدت من حسن سلوكه وأمانته، وخلال تلك الفترة كانت تظهر علامات الإيمان والالتزام فى الصلاة وهو ما جعلنا مطمئنين لإتمام الزواج.
وأضاف أنه بالفعل ترك زوج ابنته عمله وأصبح مسؤولا عن محل عطارة والده بمنطقة المطرية، وكانت حالته المادية مستقرة للغاية خلال تلك الفترة، وعقب مرور عام من زواجهما بدأت تظهر علامات غريبة وهى تردد ابنته "نورهان" كثيراً على منزل الأسرة والإقامة معهم بالأيام، ما دفعه لسؤالها عن سر تركها منزل زوجها وهنا كان ردها عليه «والله يا بابا مصطفى جوزى هو اللى بيقوللى روحى اقعدى مع أهلك علشان أنا هابات فى الشغل وبلاش تقعدى لوحدك».
وهنا تماسك الأب بعدما بدت عليه علامات الانهيار، وسريعاً عاد مرة أخرى لحديثه، وأوضح أنهم اكتشفوا إدمانه وهو ما دفعه لأخذ ابنته وأطفالها للإقامهة معه خوفاً عليهم من زوجها المدمن، وبالفعل أقامت معهم عدة أشهر وذلك طوال فترة علاجه من الإدمان ونتيجة إدمانه خسر جميع أمواله ومحل العطارة، وعقب خروجه من المصحة حاول الوقوف معه وأقنعه بالعمل معه فى المقهى وذلك فى الأسبوع الثانى من رمضان، واستمر هذا الحال حتى يوم الحادث وحتى الآن لم نعرف سبب قتله لزوجته بتلك الطريقة البشعة أمام اطفالها، قائلاً: "كل اللى عرفته من اعترافاته أنه مدمن للحشيش والخمور منذ فترة طويلة ولكن لا أحد يعرف، وأن والده يرسل له تحويلات مالية من أفغانستان وهى سبب دخوله فى الإدمان بسبب كثرتها»، مضيفا: «هو واخواته طول عمرهم بياكلو حرام، فلازم تكون نهايته بتلك الطريقة».
يذكر أن نيابة شبرا الخيمة قررت حبس المتهم بقتل زوجته وتعليق جثتها في سقف المنزل 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد، وقام المتهم بتمثيل الجريمة أمام نيابة البحث الجنائي، واعترف تفصيليا بارتكاب الواقعة، مؤكدًا أنه كان دائم الشجار معها وكان يضربها لطلبها منه أن يعمل مع والدها في القهوة التي يملكها.
وأضاف المتهم أنه كان يمر بضائقة مالية، وكان يستلف أموالا كثيرة من الجيران لإنفاقها على المخدرات وشراء الهيروين، وأن والد زوجته المجني عليها كان يساعدهما فى مصروفات المنزل، لكنه عندما علم بإدمانه للمخدرات رفض المساعدة.
تابع المتهم: «بعد أن ضاق بي الحالى طلبت من زوجتى أن تذهب بى إلى إحدى المصحات حتى أعالج نفسى من شر المخدرات، ولكن للأسف كنت أحصل عليها حتى فى المصحة وأصبح العلاج لا يجدى معى».
وأشار الزوج القاتل في سياق اعترافاته أنه عقب خروجه من المصحة بعد فترة بدأت حاجته إلى المال تزيد لشراء الهيروين وهددته بأنها سوف تأخذ ابنتيه وتذهب بهما إلى والدها وتعيش معه وفى ذلك الوقت نشبت بينها وبينه مشاجرة كبيرة قام على أثرها بخنقها.
واستطرد: «عقب ذلك انتباتنى حالة من الرعب من السجن فقمت باختلاق واقعة انتحارها لتضليل أجهزة الأمن، فربطت ملاءات السرير فى بعضها وربطتها حول عنقها ثم ربطتها فى سقف حجرة الشقة حتى يظهر الأمر أمام الشرطة أنها انتحرت، ولكن اتهام والدها لى أوقعنى فى قبضة الشرطة».