الرئيسية / أخبار فلسطين
ماذا وراء تهديدات نتنياهو وليبرمان.. لماذا فقدا أعصابهما الآن؟!
تاريخ النشر: 15/10/2018
ماذا وراء تهديدات نتنياهو وليبرمان.. لماذا فقدا أعصابهما الآن؟!
ماذا وراء تهديدات نتنياهو وليبرمان.. لماذا فقدا أعصابهما الآن؟!

يرى محللان سياسيان أنَّ تهديدات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان بضرب المقاومة في غزة، دلالة واضحة على حجم الوجع الذي تلقته (القيادة الإسرائيلية) من جراء استمرار وتصاعد مسيرات العودة، وفشل توقعات الإسرائيليين بتوقف "مسيرات العودة" بعد إدخال سولار وتقديم منحٍ مالية لغزة.

وشدد المحللان على أنَّ تهديدات نتنياهو وليبرمان بتوجيه "أقسى الضربات" للمقاومة في غزة، تهديدات دون رصيد ميداني، ولا تعدو كونها للاستهلاك الإسرائيلي الداخلي، مشيريْن إلى أنَّ الحسابات الإسرائيلية بشأن ضرب المقاومة "مُعقدة للغاية".

وهدّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان يوم الأحد، بشن عدوان جديد على قطاع غزة؛ ردا على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار شرقي قطاع غزة.

مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية عبدالرحمن شهاب يرى أن تهديدات نتنياهو وليبرمان جاءت بعد الجمعة الماضية من مسيرة العودة المتصاعدة، لاسيما أن مسيرة الجمعة خالفت توقعات الإسرائيليين، واصابت المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلي بإحباط كبير؛ لاسيما أنهم توقعوا تراجع حجم المشاركة الميدانية في المسيرات في أعقاب إدخال السولار.

وأشار شهاب إلى أن الرهان الإسرائيلي على تراجع مسيرات العودة فشل فشلاً ذريعاً، الأمر الذي أصاب نتنياهو وليبرمان بحالة من عدم التوازن في التصريحات ضد غزة ومقاومتها، لافتاً إلى أنَّ الإثنين وصلا لقناعة تامة أن غزة لا ترغب في فتات أو إغراءات مالية أو منح إغاثية، وأنها لا تقنع سوى بكسر كاملٍ للحصار الإسرائيلي.

وشدد شهاب على أنَّ تصريحات نتنياهو وليبرمان تعكس حالة التخبط على مستوى اتخاذ القرار بشأن غزة، إذ أنهم بين خيارين لا ثالث لهما، وكلهما صعبٌ على الحكومة الإسرائيلية خاصة أن إسرائيل مقبلة على انتخابات مبكرة، ومن شأن أي خطوة التأثير على صاحب القرار في الانتخابات.

وأوضح شهاب أنَّ الخيارين المعقدين أمام الحكومة الإسرائيلية للتعامل مع واقع غزة الميداني هما، أولاً رفع الحصار كاملاً عن قطاع غزة، وهو أمرٌ مكلف بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، إذ قد يحسب على أنه نصر للمقاومة وفكرتها، الأمر الذي قد يؤثر على جبهة الضفة المحتلة، إذ سيرى الفلسطينيون أن فكر المقاومة هو القادر على انتزاع الحقوق في مقابل أن تلك الخطوة ستعزز رؤية الفلسطينيين بعدم جدوى طريق المفاوضات.

وذكر شهاب أنَّ الخيار الثاني أمام الإسرائيليين يتمثل في التصعيد مع المقاومة في غزة، مشيراً إلى انَّ الخيار الثاني أصعب من سابقه، لاسيما أن الحسابات الإسرائيلية معقدة، وأن الجمهور الإسرائيلي لن يحتمل الذهاب إلى حربٍ رابعة دون أهداف واضحة ومحددة.

وأشار إلى أنَّ توجه إسرائيل إلى تصعيد أو حربٍ مع المقاومة سيكلفها الكثير على أكثر من صعيد، دون أن تحقق أي هدف سياسي أو عسكري، مشدداً على أنَّ أي عدوان مع غزة لن تترتب عليه أي نتائج سياسية لصالح إسرائيل، كما أن المقاومة في غزة لن تقبل كما في الحروب الثلاثة الماضية تهدئة مقابل تهدئة، بل ستصر تهدئة مقابل رفع كامل للحصار، وهو أمرٌ إن انتزعته المقاومة بعد أي مواجهة سيحسب لصالحها.

وذكر شهاب أن حسابات إسرائيل تجاه الحرب معقدة من ثلاث جوانب، الأول أن المجتمع الإسرائيلي لن يقبل بتبرير أو دعم للقيادة السياسية أو العسكرية الإسرائيلية للتوجه إلى حرب بلا هدف، لافتاً إلى أنَّ الإسرائيليين سيرفضون توجه أبنائهم في حربٍ مفتوحة من أجل وقف بالونات او طائرات ورقية حارقة، أو وقف الجماهير الفلسطينية عن التظاهر، موضحاً أن الإسرائيليين في ميزان التكلفة يفضلون خيار رفع الحصار عن خيار الحرب الذي سيكلفهم الكثير على أكثر من مستوى.

كما ويرى أن الجانب الثاني الذي يُصَعِبُ على إسرائيل التوجه بحرب نحو غزة، أن الشرعية الدولية لن تعطي غطاءً لإسرائيل، خاصة في ظل وجود عدد من الأنظمة السياسية المؤثرة في المشهد الدولي التي ترى أن إسرائيل والسلطة تتحملان المسؤولية الكاملة عن الحصار وتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في غزة.

أما الجانب الثالث الذي يصعب على إسرائيل خيار الحرب -من وجهة نظر شهاب- فهو يتمثل في الرأي العام العالمي الذي بدأ يسير في مسار مختلف عن ذي قبل والذي ظهرت فيه أصوات كثيرة تنادي برفع الحصار عن غزة، خاصة بعد مسيرات العودة التي نجحت في إظهار الوجه الحقيقي للصراع مع الإسرائيليين.

وبين أنَّ إسرائيل قد تلجأ لتصعيد محدود مع قطاع غزة لتسويقه على انه انتصار على المقاومة في غزة، وتستجيب بعده لجهود الوساطات العربية والدولية بشأن تحسين ظروف الحياة في غزة، غير أنه أشار إلى أن المقاومة أيضاً تفكر في نفس الطريقة أنها ستصنع نصراً في جولة تصعيد قصير، الامر الذي قد يضع إسرائيل في موقف محرج امام جبهتها الداخلية.

وعاد شهاب وشدد على أن إسرائيل -حتى اللحظة- في موقف صعب بشأن اتخاذ أي قرار تجاه غزة، خاصة أن أي قرار يتخذُ الآن يقاس بميزان الربح والخسار في الانتخابات المبكرة القادمة، داعياً المقاومة الفلسطينية للتنبه من مكر إسرائيلي محتمل؛ كون أنَّ إسرائيل لا يؤمن جانبها ومعروفة بغدرها.

من جانبه يرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن تصريحات نتنياهو وليبرمان تدلل على "حجم الوجع الذي تلقته القيادة الإسرائيلية من استمرار وتصاعد مسيرات العودة ومدى الاحباط في ظل توقع تراجعها بعد خطوة السولار المنقوصة".

واوضح المدهون في تدوينة على صفحته في فيس بوك أن تصريحات نتنياهو وليبرمان تأتي في ظل تصاعد مسيرات العودة، وأنها ردًا واضحًا على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية التي رفض فيها أي حلول جزئية لفك الحصار.

وذكر المدهون "أن الاحتلال أدرك بعد جمعة انتفاضة القدس والزخم الميداني والجماهيري أن الفتات لن يغري الجماهير الغاضبة في مخيمات العودة".

وأشار المدهون إلى أنَّ حسابات الحرب معقدة بالنسبة لإسرائيلي، لاسيما أن المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية تدرك عظيم نتائج أي عدوان على غزة، لافتاً إلى أنَّ المقاومة لا تريد مواجهة عسكرية وفي الوقت نفسه لا تخشاها، مبيناً أن المقاومة ترى في الوقت الراهن أن مسيرة العودة سلاح قوي وفتاك بيد الشعب الفلسطيني، معتبراً أن من يطالب بوقفها يُقدم هدية مجانية لنتنياهو.

ويرى المدهون ان "نضوج ثمرة مسيرات العودة اقترب"، متوقعاً ان تشهد مخيمات العودة مزيداً من العمل الجماهيري المتصاعد؛ وصولاً لإجبار نتنياهو وليبرمان على القبول بما يريده أهالي قطاع غزة.

ويشار الى ان حدود قطاع غزة تشهد حالة من التوتر من قبل المتظاهرين، لتشكيل مزيد من الضغط على الاحتلال لرفع الحصار، وسط ارتكاب الاحتلال لمزيد من الجرائم في صفوف المتظاهرين والتي كان آخرها يوم الجمعة الماضية وأدت لاستشهاد 9 مواطنين.

 

 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار