الرئيسية / مقالات وتقارير
دور نصرالله يتعاظم ويبلغ حدود العراق.. المنطقة على مشارف تحولات كبرى
تاريخ النشر: 07/06/2020
دور نصرالله يتعاظم ويبلغ حدود العراق.. المنطقة على مشارف تحولات كبرى
دور نصرالله يتعاظم ويبلغ حدود العراق.. المنطقة على مشارف تحولات كبرى

كّد موقع "Security and Defense Arabia" أنّ طهران تعمل على ترسيخ وجودها في سوريا، وأنّ الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، بات يضطلع بدور إقليمي أوسع بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، مرجحاً تحوّل المجموعات المدعومة إيرانياً إلى قوة "يُحسب لها حساب" في سوريا كما في لبنان، وبالتالي فرض "واقع جديد" على الكيان الإسرائيلي والقوى الغربية.

في تقريره، تساءل الموقع ما إذا أصبح نصرالله "قائد الظل الفعلي" لفيلق القدس بعد اغتيال سليماني، قائلاً: "اليوم، يبدو أنّ نصرالله يستكمل ما بدأه سليماني"، في إشارة إلى عمل نصرالله على الحفاظ على المكاسب التي جناها فيلق القدس في عهد سليماني في العراق وسوريا ولبنان.

وفي ظل غياب سليماني الذي اعتاد "التدخل بشكل مباشر وغير مباشر" في الشؤون السياسية العراقية، أوضح الموقع أنّ عدداً كبيراً من المراقبين العراقيين يعزون لنصرالله فضلاً كبيراً في تأمين دعم الأحزاب الشيعية المدعومة إيرانياً لتسمية مصطفى الكاظمي رئيساً للحكومة بعد الفوضى التي أعقبتها استقالة عادل عبدالمهدي. وكشف الموقع، نقلاً عن مصادر أمنية، أنّ عدداً من قادة الأحزاب العراقية زاروا بيروت مرات عدة في الأسابيع الماضية للقاء نصرالله، أي قبل تسمية الكاظمي.
تحليلات إسرائيلية: إيران تعيد النّظر بتواجدها العسكري في سوريا
حقيقة خروج القوات الإيرانية من سوريا نتيجة للضربات الإسرائيلية

توازياً، تطرّق الموقع إلى التقارير التي تحدّثت عن أنّ المجموعات المدعومة إيرانياً تعيد انتشارها في سوريا، وعن خفض عديد القوات الإيرانية في سوريا، مؤكداً أنّ الوقائع الميدانية تؤكد عكس ذلك. وتابع الموقع قائلاً: "لا يبدو أنّ الضربات الإسرائيلية تردع إيران"، مشيراً إلى أنّ رقعة الغارات الإسرائيلية في الأسابيع الماضية كانت واسعة، ما يوحي إلى أن طهران ماضية في ترسيخ وجودها العسكري سورياً. وكتب الموقع: "في 4 أيار، ضربت إسرائيل أهدافاً متعددة في الأجزاء الشمالية والشرقية لسوريا. وقبل أسبوع، ضربت طائرات إسرائيلية مقاتلة أهدافا جنوب دمشق". ونظراً إلى أنّ إسرائيل تواصل ضرب الأهداف نفسها، اعتبر الموقع أنّ هذا الواقع يدل إلى أنّ الحرس الثوري يواصل إمداد قواعده وتعويض ما يفقد من أصول عسكرية، آخذاً قاعدة الإمام علي (تقع بالقرب من البوكمال وتعرضت لضربات متعددة) مثالاً على ذلك.

وأضاف الموقع قائلاً إنّ فيلق الحرس الثوري خسر مئات المقاتلين والضباط وأنفق مليارات الدولارات لتجنيد عناصر للقتال في سوريا، مستبعداً بناء على هذه المعطيات أن تغادر إيران البلاد نتيجة لضغوط سياسية أو اقتصادية أو حتى ضربات إسرائيلية متفرقة.

في المقابل، رجح الموقع أن يواصل الحرس الثوري تفادي مواجهة مع إسرائيل والتركيز بدلاً من ذلك على بناء قدراته وموارده في سوريا، وذلك "ريثما يصبح بموقف جيد كفاية يخوّله فرض معادلة جديدة مع إسرائيل في سوريا"، معتبراً أنّ اجتثاث إيران والمجموعات التي تدعمها في سوريا سيتطلب هجوماً برياً شاملاً.

ورأى الموقع أنّ الخطوة "المنطقية المقبلة" التي من شأن المحور الإيراني القيام بها، تقضي بتحويل المكاسب العسكرية إلى منافع سياسية واقتصادية. وفي هذا الصدد، تطرّق الموقع إلى الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي وقعتها طهران مع دمشق، كما تناول تصريحات نصرالله الداعية إلى الالتفات نحو الشرق، وتحديداً الصين، وإلى حاجة لبنان إلى العراق وسوريا. وقال الموقع إنّ "حزب الله" وحلفاءه يدعون إلى إنشاء سوق مشتركة تضم لبنان وسوريا والعراق وإيران للسماح بما يتيح للبضائع والمنتجات إمكانية التحرك بحرية، وبالتالي التخفيف من وطأة الظروف الاقتصادية التي يعاني منها عدد كبير من البلدان المذكورة، في ظل غياب دعم الخليج والغرب. واعتبر الموقع أنّ من شأن خطوة مماثلة أن تساعد إيرن على ترسيخ وجودها وحصد مكاسب سنوات من العمل في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّها ستتيح لطهران و"حزب الله" تفادي العقوبات الأميركية وتعزيز القيود الاجتماعية-الاقتصادية على منطقة جغرافية واسعة.

ونظراً إلى الصعوبة التي تواجهها روسيا في إرساء توازن بين اللاعبين الخارجيين في سوريا وبينهم إيران وتركيا والولايات المتحدة، وإلى انشغال واشنطن بتداعيات أزمة فيروس كورونا، قال الموقع: "لا يبدو أنّ لدى إدارة دونالد ترامب شهية لأي مغامرة عسكرية في الشرق الأوسط، ليس خلال عام الانتخابات الرئاسية على الأقل"، محذراً من أنّ احتدام الخصومة بينها وبين الصين، سيقرّب بكين من طهران.

في ما يتعلق بإسرائيل، رأى الموقع أنّها لا تملك سوى خيار الاعتراض وشن غارات لتأخير المحتّم المتمثّل بـ"تحوّل المجموعات المدعومة إيرانياً إلى قوة يُحسب لها حساب في سوريا، كما في لبنان (عبر حزب الله)". وخلص الموقع إلى القول: "يبدو أنّ سعي إيران إلى تأسيس ما يسمى الهلال الشيعي الممتد من حدودها الغربية عبر العراق وسوريا ولبنان على وشك الاكتمال أكثر من أي وقت مضى"، محذراً من أنّ إسرائيل والغرب سيجدان أنفسهما "قريباً" أمام واقع جديد في الشرق، "ما لم تطرأ تطورات جديدة على منطقة الشرق الأوسط دائمة التزعزع والتقلّب". 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار