ما هو القاسم المشترك الوحيد بين الزيجات التي تدوم؟

راقبوا بعض الأزواج الجالسين في المطعم: ليس لديهم ما يقولونه لبعضهم البعض، ولا أيّ كلمة أو نظرة، يجلسون أمام الحساء البارد و… مع حواسهم وأحاسيسهم الفاترة. هل الحب هو السر؟ بالتأكيد، لا!

هل هو التفاهم؟ إذا ما صدّقنا ملايين النساء اللواتي يتعرضّن للضرب ويبقين مع رجالهم العنيفين لأسباب معقّدة ومتناقضة. هل التفاهم هو السبب ؟ بالتأكيد، لا!

ـ أهو التعاون والتعاضد؟ عندما نرى الجارة الساكنة في الطابق الخامس تمر مع طفلها الرضيع في عربته، وابنتها الصغيرة متمسكة بثوبها فيما هي تحمل على كتفها كيس المؤن، ورزمة المياه المعدنية في اليد اليمنى… أهو التعاون إذن؟بالتأكيد، لا.

حسناً، لم تجدوا الحل؟ إنّ القاسم المشترك الوحيد بين الزيجات التي تدوم هو الرغبة في أن تدوم إلى الأبد. وكلما ازدادت رغبة الثنائي في النجاح كلما أصبح الزواج أكثر قوة وتماسكاً…

لكن دعونا نترك الناحية التهكمية لنراقب أزواجاً سعداء، أزواجاً أسطوريين، متفتحين ومنذ زمن بعيد، بحيث شكّلوا نموذجاً… يكاد يكون مزعجاً من حيث كماله. أتعلمون ما الفرق بينهم وبيننا؟ إنه الثبات في التزامهم، ثبات يدفعهم لقول: «هذا هو، هذا هي».

لم يخطر لهم يوماً (أو لفترة لا تتعدى الثواني) أن ينفصلوا، أن يبحثوا عن علاقة جديدة في مكان آخر، أن ينسحبوا من الزواج بشكل عام ليعيش كل واحد حياته وحده، حراً، أو مع شخص آخر. أخيراً، لا يشغل هؤلاء الأزواج سوى فكرة واحدة: هما وسعادتهما، سعادة لا يريانها خارج الثنائي الذي يشكلانه، الآن وإلى الأبد.