​
ظهر الإنسان العاقل لأول مرة على الأرض منذ ما يقرب من 2 مليون و300 ألف سنة، وهو في الواقع حديث جدًا مقارنة بعمر الكوكب، ومنذ ذلك الحين، نتطور باستمرار، ونتكيف مع احتياجات البقاء.

البشر هم أكثر الكائنات تطوراً على هذا الكوكب، ولكن هناك نظريات تقول إن البشر وصل عهدهم إلى نهايته، وبشكل أكثر تحديدًا، الذكور يتناقصون، حسب موقع "science abc".

لدى البشر شيء يسمى الكروموسومات، وتلك هي التي تحمل الجينات الوراثية وتحدد الجنس، والكروموسومات الجنسية تطورت من الكروموسومات العادية نفسها منذ حوالي 150 مليون سنة.

ومنذ ذلك التاريخ تطورت الكروموسومات الجنسية من زوج من الكروموسومات الجسدية، و"X" هو الكروموسوم الأنثوي، بينما "Y" هو الكروموسوم الذكري.

العلامة النهائية للرجولة، والعامل الذي يعطي الحياة للذكور هو الكروموسوم "Y"، وهو الآن في حالة فوضى كبيرة.

والكروموسوم "Y" معزول عن الكروموسومات الأخرى، ووفقاً لأحد التقديرات، بدأ الكروموسوم "Y" وهو حامل حوالي 1438 جينًا، ولكن على مدار الوقت منذ تكوينه، فقد حوالي 1393 منهم، ليبقى له 45 جينًا فقط.

الكروموسومات "x" و"y" هي صبغيات متجانسة، لذا كان طبيعيًا تبادل الصفات بينهما، ولكن البنود الخاصة بنوع الجنس، إذا تم تبادلها، ستكون غير ملائمة إلى حد ما، والكروموسومات الجنسية سينتهى بها المطاف إلى فقدان الجينات التي كانت ضرورية لتطوير النوع المسؤولة عنه.

لذلك، لتجنب مثل هذا الإزعاج، تم تركيز جميع الجينات الأساسية لتطوير الذكر في مناطق معينة من الكروموسوم "Y"، ثم تم قمع إعادة التركيب في هذه المناطق، وهذا جعل 95 % من الكروموسوم غير قادر على الخضوع لإعادة التركيب، تاركاً 5 % فقط قادر على تبادل المواد الجينية.

وتسببت الطفرات عبر السنين في أن يفقد كروموسوم Y معظم جيناته، مخلفًا بذلك القليل من الجينات فقط.

والسبب في أن الكروموسوم "X" لا يعاني من نفس المصير أنه يمكن أن يتبادل المادة الجينية بحرية مع كروموسوم "X" آخر، وعلى الرغم من أن هذا لا يعوق كليًا الآثار الضارة للطفرة، إلا أنه من المؤكد أنه قادر على موازنتها، وبسبب احتمال الاختلاف، لا يفقد كروموسوم "X" جيناته مثل نظيره "Y".

ووفقًا للتقديرات الحالية، سيفقد كروموسوم "Y" كل جيناته في غضون 5 ملايين سنة، ولن يكون موجودًا وقتها، وبالتالي لن يكون هناك ذكور، وفي حين أن هذا يبدو وكأنه بعيد المنال على نطاق فردي، فإن نهاية البشرية محتملة الحدوث في وقت قصير للغاية.

ولكن هناك دراسات أخرى تقول عكس ذلك، وتذكر أنه فقد الكروموسوم "Y" جينًا واحدًا فقط في آخر 25 مليون سنة، ولم يفقد أي شيء في آخر 9 ملايين سنة، وهذا يقود إلى الاعتقاد بأن الكروموسوم "Y" لم يعد يفقد الجينات، مما يعني أن الكروموسوم "Y" مستقر الآن، ولن يعود يعاني من الفوضى.