كتب الباحث الأمريكي سايمون كوتي عما سماه "فتوى بن لادن للاستمناء السري"، معتبراً أن العذاب الجنسي للراديكاليين الإسلاميين قد يساعد في تفسير نشأة العنف الجهادي.
وأفاد في تقرير في مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنه في يناير الماضي، أصدرت الحكومة الأمريكية 49 وثيقة جديدة ضبطت عام 2011 في المجمع الذي كان يختبئ فيه أسامة بن لادن في أبوتاباد بباكستان. وبين تلك الوثائق، وهي المجموعة الرابعة والأخيرة من وثائق بن لادن التي كشفت للعلن منذ 2012 ، رسالة موجهة إلى رفيق له رفيع المستوى في شمال أفريقيا يثير فيها مؤسس القاعدة "موضوع خاص جداً وسري للغاية".
"يجوز لهم في مثل هذه الأحوال"
وتنص الرسالة التي أمر بن لادن بألا يطلع عليها "إلا أنت أخي أبو محمد صلاح وسمير فقط لا غير"، أن "الموضوع متعلق بمشكلة الأخوة عندكم في عزوبتهم مساكين وعدم توفر الأزواج لهم في ظروفهم القاهرة، نسأل الله أن يفرج عنهم، فكنت كتبت للشيخ الدكتور أيمن (الظواهري)، وتشاورت مع الشيخ أبي يحيى، وقد كتب لنا الدكتور أيمن برأيه الخاص وخلاصة ما خرجنا به بشكل مبدئي غير نهائي وغير معتمد بشكل نهائي لحد الآن: هو الآتي: إن الله تعالى لا يستحي من الحق، وإننا نرى أنه لا مانع من أن نتبين للإخوة أنه يجوز لهم في مثل هذه الأحوال، فإنها حالة شديدة وقد صح الإذن فيه عن جماعة من السلف ونصحوا شبابهم به في الغزو، وصح تجويزه عن جماعة من الفقهاء للحاجة ولا شك في أن حالة الإخوة هي حالة شديدة...ولكن لما كان هذا الأمر غير معتادٍ ومخجلاً، ولم يتعود الإخوة في الحركة الإسلامية والجهادية خاصة على فتحه، وقد يساء فهمه ونقله، وقد يكون له أيضاً جوانب سلبية لم ننتبه لها، فأردنا أن نزيد في التأمل والبحث، ونطرح عليكم الموضوع قبل أي كلام فيه، فتعطونا رأيكم هل هو مناسب، وهل يمكن طرحه على الأخوة وكيف يمكن طرحه؟ وهل يمكن أن نشاور الإخوة الشرعيين عندكم ونبعث لهم مذكرة فيه يدرسونها أولاً؟ ونريد توقعاتكم في إيجابيات وسلبيات طرح هذا الموضوع وهل ترون أن فيه بعض الحل للمشكلة؟ أو ترون الابتعاد عن طرحه وأن التمسك بالتوصية بالصبر الكامل والاستعانة بالصوم...إلخ هو المناسب فقط، وغير ذلك؟. هذا وأسال الله تعالى أن يفرج كروبنا وكروبكم وكروب المسلمين في كل مكان، وأن يصلحنا جميعاً ويعفو عنا. نوصيكم بالصبر والثبات والاستعانة بالله، فالله ربنا ومولانا".
بن لادن والظواهري والاستنماء
ويقول الباحث إنه كان معروفاً أن بن لادن كان يهتم بكل شاردة واردة في التنظيم، إلا أن قلة يتوقعون أن انشغالاته ذهبت إلى هذا الحد. وعلى رغم التقارير المنتشرة عن أن بن لادن امتلك مواد إباحية كثيرة في مخبئة بأبوتأباد، فلا شك في أن كثيرين تفاجأوا بأن الجهادي الأبرز في جيله خصص كل هذا الجهد للتفكير في مسألة الاستمناء، كما فعل أيضاً أيمن الظواهري.
ومع ذلك، تثير فتوى بن لادن بحسب الباحث أسئلة أكثر مما توضح مسائل غامضة: إذ كيف يمكن تحديد الحاجة الملحة التي أشار إليها في الرسالة، هل هي أسبوع، أو شهر أو مجرد يوم من العزوبية؟. ولا تلقي رسالة بن لادن الضوء على هذه الأسئلة الملحة.
ليست مسألة مضحكة
ويرى الباحث أن العذاب الجنسي للجهاديين ليست مسألة مضحكة، ويمكن أيضاً أن تساعد في تفسير نشأة عنفهم. ففي أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، انتقد الخبير في علم الأحياء ريتشارد دوكينز فكرة أن الخاطفين الـ 19 تحركوا بدافع الشعور بالظلم. وشدد في المقابل، على أن ما أرادوه حقيقة هو المضاجعة. وإذ يشير إلى أن "مكافأة الشهيد هي 72 حورية عذراء"، يدعي بأن "الشبان المعتوهين العاجزين عن جذب امرأة في هذا العالم، قد يكونوا يائسين بما يكفي لمطاردة 72 حورية عذراء في العالم الآخر".
ويلفت الباحث إلى نسخة أخرى أكثر دقة من هذه النظرية وتنص على أن الجهاد الانتحاري العنيف متجذر في مناخ القمع الجنسي في العالم الإسلامي والمجتمعات الإسلامية في العرب، حيث لا يزال الجنس خارج الزواج من المحرمات وخصوصاً للنساء.