تناولت الكاتبة كيمبرلي دوزير في مجلة "دايلي بيست" الأميركية الجولة العتيدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي سيزور خلالها السعودية وإسرائيل والفاتيكان، متحدّثة عن احتمال تشكيله حلفاً مع الرياض وغيرها من العواصم العربية في مواجهة إيران.
في مقالتها، رأت دوزير أنّ الزيارة تشير إلى أنّ ترامب يعود إلى الاصطفاف إلى جانب السعودية وإسرائيل في موقفهما المناهض لإيران بعدما سعت إدارة سلفه باراك أوباما إلى البقاء حيادية أكثر بهدف إبرام الاتفاق النووي الإيراني، معتبرة أنّ الجولة المذكورة تؤشر إلى عودة سيّد البيت الأبيض الجدي إلى عهد الرئيس جورج بوش الذي اتصف بالاعتماد على القادة السنة الأقوياء لتهدئة الشرق الأوسط "المستعر" وتحمل رفضاً لمنتقديه الذين وصفوه بالمعادي للإسلام.
وفيما أوضحت الكاتبة أنّ ترامب سيتلقي أعضاء مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي، أشارت إلى أنّ الزيارة تهدف إلى إعادة إحياء محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المجمّدة منذ العام 2014 خلال عهد أوباما، ناقلةً عن مسؤولين أميركين قولهم: "سيوطّد ترامب علاقتنا.. ويمهِّد لما نأمل أن يكون مستقبلاً سلمياً"، وذلك بعد اجتماع الرئيس الأميركي بنظيره الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الفائت ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع هذا العام.
في ما يتعلّق باللقاءات الأولى التي جمعت مسؤولين أميركيين بسعوديين، نقلت دوزير عن أحدهم قوله: "الوضع يشبه الأيام والأسابيع التي تلت هجوم 11 أيلول، أي عندما أدركت السعودية مسؤوليتها على مستوى هزيمة الإرهاب المتطرّف"، وحديثه عن اتهام بلاده بالوقوف وراء صعود الإيديولوجية الأصولية وعن التهديدات التي تتعرّض لها نتيجة لنفوذ إيران في المنطقة، وذلك ابتداء من دعمها الحوثيين في اليمن وصولاً إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
في هذا الإطار، تخوّف مستشار الأمن القومي السابق في إدارة أوباما كولين كاهل من إمكانية تأجج الصراعات الطائفية في الشرق الأوسط، إذا تبنى ترامب مواقف السعودية من الحرب في اليمن وسوريا والعراق وغيرها من البلدان بشكل غير مشروط، مشدّداً على أهمية إشراك إيران في مساعيه الهادفة إلى التهدئة.
من جهته، حذّر رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي تريتا فارسي من احتمال جرّ ترامب بلاده إلى مواجهة مسلحة مع إيران، مرجحاً احتمال احتداد الاستقطاب في المنطقة، فيصطف "حزب الله" وروسيا وإيران من جهة وإسرائيل والسعودية والولايات المتحدة من جهة ثانية.
من ناحيته، أكّد الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية بروس ريدل أنّ ترامب يغازل السعودية منذ أيّام تنصيبه الأولى، لافتاً إلى أنّ الرياض سُرّت لرفع ملفي حقوق الإنسان والمساوة بين الجنسيين عن الطاولة ووضع مواجهة إيران عليها.
ختاماً، ألمحت دوزير إلى أنّ جولة ترامب هذه ستخصص للاستماع مشيرةً إلى أنّ مسؤولين كباراً تحدّثوا عن إصدار تقارير في كل خطوة منها.