قبل أسبوع من زيارته الأولى الى اسرائيل بعد السعودية، بدأ المسؤولون الاسرائيليون يكتشفون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعهم "كلاما فارغا" خلال الحملة الانتخابية، وأن وعد نقل السفارة الأميركية الى القدس بات يتبخر كما تبخرت باقي وعود ترامب حول الغاء اتفاق التجارة الحرة والتعريفات الجمركية مع الصين وتمزيق الاتفاق الايراني.

تراجع ترامب عبر عنه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي قال إن الرئيس يحاول تحديد مدى تأثير وفائه بوعده بنقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس على آماله بالتوسط في اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال تيلرسون لبرنامج (ميت ذا برس) على محطة "إن.بي.سي" إن "الرئيس حريص للغاية على معرفة كيف يمكن لقرار مثل ذلك أن يؤثر على عملية السلام".

وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية وغير القابلة للتقسيم وتريد أن تكون سفارات كل الدول فيها. ويعارض كثير من حلفاء الولايات المتحدة نقل السفارة بقوة إذ يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس عاصمة دولتهم المستقلة المستقبلية.

وقال تيلرسون إن قرار ترامب سيعتمد بالأساس على رؤية الحكومات في المنطقة للخطوة بما يشمل "إن كانت إسرائيل تراها خطوة تساعد على مبادرة سلام أم أنها ستكون نوعا من التشتيت". وأثارت تصريحاته رد فعل سريع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال مكتبه في بيان ان "موقف إسرائيل أعلن أكثر من مرة من قبل للإدارة الأميركية وللعالم... نقل السفارة الأميركية إلى القدس لن يضر عملية السلام بل على العكس. ستدفع الخطوة عملية السلام من خلال تصحيح خطأ تاريخي ومن خلال تحطيم خيال فلسطيني عن أن القدس ليست عاصمة لإسرائيل".

وتأتي مؤشرات تراجع ترامب بعد لقاءاته مع الجانب العربي وتحذيرات ومن الأردن ومصر والسعودية حول تداعيات لنقل السفارة على استقرار الشرق الأوسط. وكان ترامب أيضا غير موقفه من الاستيطان داعيا لتخفيف النمو الاستيطاني بعد أن كان حبذ التوسيع خلال الحملة. وسيلتقي ترامب في اسرائيل نتانياهو، كما سيتوجه الى الأراضي الفلسطينية للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتبدأ زيارة ترامب من السعودية في 19 الجاري أي يوم الجمعة ومن المتوقع أن يصل اسرائيل بعد ذلك بثلاثة أيام.