الرئيسية / مقالات وتقارير
أشجار بورين "تنزف" بسيف الاحتلال
تاريخ النشر: 10/07/2017
أشجار بورين "تنزف" بسيف الاحتلال
أشجار بورين "تنزف" بسيف الاحتلال

 منذ ثمانينيات القرن الماضي لم تسلم أشجار واراضي قرية بورين جنوب نابلس من اعتداءات التجمعات الاستيطانية المقامة على اراضي القرية والقرى المجاورة.

اعتداءات اتخذت اشكالا متعددة، حرق الأشجار واقتلاعها ورشها بالمبيدات الكيماوية السامة ومنع وصول المزارعين الى اراضيهم في كثير من الأحيان.

 

وكانت آخر اعتداءات المستوطنين على أراضي المزارعين في قرية بورين أواخر شهر رمضان، حيث أتت نيران مستوطني مستوطنة "يتسهار" على مساحات واسعة من الأراضي، فلما تذر أشجار ولا مزروعات، وكبدت المزارعين خسائر فادحة.

 

نريد وقفة معنا

 

وبنبرة الألم والعتاب يطالب المزارع وليد أبو مرسي، من قرية بورين، وقفة رسمية وشعبية جادة لوقف نزيف اعتداءات المستوطنين على أراضي القرية.

 

يقول أبو مرسي: "منذ العام 86 ونحن في خضم معاناة لم تتوقف، وأصعب ما مرت به القرية بناء البؤرة الاستيطانية "يتسهار" التي قصمت ظهر البعير والتي سيطرت على مناطق بورين الشرقية، مستوطنوها يحرقون زيتوننا وأشجارنا ونحن لا نستطيع الاستمرار دون وقوف الجهات المختصة معنا".

 

وأشار المزارع أبو مرسي لمراسلة معا إلى أهمية دور وزارة الزراعة والحكومة الفلسطينية في تثبيت صمود مزارعي بورين في وجه اعتداءات المستوطنين، خاصة أن أهالي القرية لا يستطيعون وحدهم مجابهة الخسائر الفادحة إثر تنوع أشكال انتهاكات الاستيطان بحق بورين.
ويسرد أكرم عمران، مزارع من بورين، لـ معا أشكال اعتداءات مستوطنين المستوطنات المقامة على أراضي القرية، حيث يقول: "المستوطنون يقطعون ويحرقون أشجارنا ، ولم تقف تلك الاعتداءات عند هذا الحد، فالمستوطنون يستخدمون مواد كيماوية لحرق أشجار الزيتون، حتى لا نستطيع إعادة زراعتها، مما يفقدنا أرث الأجداد والآباء ويضرب صمودنا".

 

ويقلل المزارع عمران من أهمية التنسيق الإسرائيلي لمزارعي بورين للوصل إلى أراضيهم، كون أن ذلك لا يؤتي ثمارا أمام وقف اعتداءات المستوطنين المتواصلة.

 

1300 شجرة معمرة "ضحية" آخر الاعتداءات

 

يتحدث يحيى قادوس، رئيس مجلس قروي بورين، لمراسلة معا عن آخر اعتداءات المستوطنين على اراضي القرية، يقول قاوس: "في شهر رمضان تسبب المستوطنون في اندلاع4 في المنطقة الجنوبية من القرية، حيث أتت النيران على حوالي 1300 شجرة زيتون معمرة بشكل كامل تعود لعة مزارعين، فيما لم تسلم المنطقة الشمالية من بورين المقامة على اراضيها مستوطنة "جفعات رونين " أيضا من اعتداءات الحرائق.

 

ويشير رئيس مجلس قروي إلى أن أصحاب الأراضي القريبة من المستوطنات لا يستطيعون الوصول إليها بشكل متواصل بسبب إجراءات الاحتلال واعتداءات المستوطنين، وهو ما يعني أنهم لا يقدرون على حراثتها بشكل ممنهج، مما يجعل الحشائش تنبت بصورة كبيرة وهو ما يسهل حرق المستوطنين لتلك الأراضي.
ونوه قاوس إلى أنه وفي حال حصول المزارعين على التنسيق للوصول إلى أراضيهم فإن المستوطنين على يتوقفون عن الاعتاءات عليهم وبحماية من الجيش الاسرائيلي، مطالبا الجهات المعنية بتقديم كافة المشاريع لمزارعي بورين المتضررين لمواصلة حفاظهم على الأرض والاستمرار بالصمود.

 

جولة للزراعة لتقييم الأضرار

 

وعقدت وزارة الزراعة جولة في قرية بورين لتقييم الأضرار التي لحقت في الأراضي الزراعية، وتحديدا تلك التي تم حرقها أواخر الشهر الماضي.

 

وأطلع وزير الزراعة سفيان أبو سلطان على واقع اعتداءات المستوطنين على بورين رفقة محافظ نابلس اللواء أكرم رجوب وبحضور موظفي مديرية الزراعة في المحافظة والمزارعين المتضررين والمجلس القروي وعدد من المؤسسسات.

 

وقال الوزير أبو سلطان لمراسلة معا: "ضمن برامجنا في وزارة الزراعة هي زيارة كافة المناطق المتضررة من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وخاصة المناطق المحاذية للمستوطنات والجدار والتي تحتاج للدعم، وقرية بورين من المناطق المعرضة بشكل كبير لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، والتي تهدف لترحيل الأهالي والمزارعين من أراضيهم مع ذلك يسجلون قصة صمود".
وألمح وزير الزراعة قد تم اختيار قرية بورين كأولى المناطق المتضررة من جانب الاحتلال لدراسة إمكانية مساعدتها ومساعدة المزارعين، ونحن قمنا بدعم 19 مزارعا من بورين من خلال برنامج يتبع للاتحاد الأوروبي، وهنالك 37 مزارعا سيتسفيدون من ذات البرنامج.

 

وأضاف الوزير أبو سلطان لمعا : "أن زيارة بورين تهدف لتقييم الأضرار التي لحقت بالقرية نتاج اعتداء المستوطنين وتثبيتا لصمو المزارعين، حيث أن الوزارة ستدعمهم بكافة الوسائل والسبل، ورسالتنا للاحتلال أن الأرض التي تحرق سنعيد الحياة لها.

 

تاريخيا صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جزء من أراضي بورين الجنوبية وأقامت عليها مستوطنة "يتسهار"، وفي المنطقة الشمالية قامت بمصادرة اراضيها واقامت عليها مستوطنة "براخا"، وصادرت أكثر من 300 دونم من أراضي أهالي قرية بورين الزراعية ، وقام المستوطنون عدة مرات بحرق المزروعات وحرق البيوت ومدرسة القرية ومسجدها.
أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار