الرئيسية / مختارات
خيّروه بين قتل صديقه واستعادة ابنه... أب يقطع آلاف الكيلومترات لمواجهة داعش في سوريا والنهاية مؤلمة!
تاريخ النشر: 23/01/2018
خيّروه بين قتل صديقه واستعادة ابنه... أب يقطع آلاف الكيلومترات لمواجهة داعش في سوريا والنهاية مؤلمة!
خيّروه بين قتل صديقه واستعادة ابنه... أب يقطع آلاف الكيلومترات لمواجهة داعش في سوريا والنهاية مؤلمة!

قرَّر أب ألماني، الأحد 21 يناير/كانون الثاني، الظهور على قناة تلفزيونية عامة، ليتحدث عن تفاصيل خسارته لابنه الشاب الذي التحق بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا والعراق، لم يكن قرار الظهور سهلاً عليه، لكنه اعتبرها فرصةً لعائلات أخرى، كي لا تخسر أبناءها كما خسر ابنه.

تقبّل اعتناق ابنه للإسلام

وكانت قصة كريستيان رابه قد بدأت في العام 2014، عندما احتفل ابنه مارفن بعيد ميلاده الـ18 في مطعم يوناني في مدينة بوخوم بولاية شمال الراين فستفاليا، فامتنع مارفن حينها عن أكل أنواع من المأكولات المحتوية على لحم الخنزير، لاعتناقه الإسلام.

ويقول الأب رابه لتلفزيون "NDR" إنه لم يكن لديه تحفظات في البداية على إسلام ابنه، الذي كان شاباً يحب كرة القدم، ولديه الكثير من الأصدقاء، خاصة أنه يعمل في مجال تجارة السيارات، ولديه الكثير من الزملاء الأتراك، الذي طلب منهم نصيحته في هذا الشأن.

إلا أن الأوساط التي كان يتواجد فيها الابن كانت غير معروفة لدى أصدقائه، إذ كان يتواجد في الوسط السلفي في منطقة الرور بالولاية المذكورة.

ويشير الأب أنه كان معجباً في البداية بتغيُّر سلوك ابنه، من الناحية الاستهلاكية على سبيل المثال، إذ كان قبل ذلك كشأن الكثيرين من الشباب عصرياً جداً، يكثر من شراء وتبديل الهواتف المحمولة والألبسة.

اعتقدوا أنه يريد الاختلاء!

وأخذت القصة منحى آخر، عندما رفض الابن للمرة الأولى السفر مع العائلة إلى إسبانيا لقضاء عطلة الصيف، في شهر يوليو/تموز 2014، الأمر الذي اعتقد والده أنه يعود إلى احتمال ارتباطه بصديقة جديدة، أو رغبته في الاختلاء بنفسه.

وبعد أن ظلَّ مع جدته في البيت، قال لها إنه ذاهب للمشاركة في حلقة دراسية عن الإسلام في مدينة براونشفايغ بولاية ساكسونيا السفلى، وإنه يمنع عليه أخذ هاتفه المحمول، إلا أنه لم يعد بعد مرور أسبوع، ما دفع عائلته إلى قطع إجازتها في إسبانيا، وسارع الأب إلى الذهاب إلى براونشفايغ سائلاً المتواجدين في مساجدها والجمعيات الإسلامية عن ابنه، فلم يتعرف أحد عليه.

ورفض شرطي في وقت لاحق تسجيل بلاغ اختفاء تقدم به، لأن ابنه أصبح بالغاً ويحق له الغياب الفترة التي يريدها، لكنه نبّهه إلى أن الكثير من المسلمين في ذلك الوقت يسافرون للانضمام للتنظيم.

ويؤكد الأب أنه لم يكن يفكر حتى تلك اللحظة بإمكانية التحاق ابنه بالتنظيم، وكان الأمر جديداً تماماً بالنسبة له. وتشير قناة "NDR" إلى أنه جُنَّ جنون الأب خوفاً على ابنه، وراودته أفكار حول إمكانية وجود ابنه على الطريق إلى بلد غريب تسوده الحرب، أو أن يكون قد أصبح إرهابياً، وفيما إذا كان باستطاعة الشرطة الألمانية تحديد مكانه هناك أو إخبار السلطات التركية.

وبقي الأب قلقاً تراوده هذه السيناريوهات، حتى وصلته رسالة بعد 36 يوماً من رقم سوري، يقول فيها ابنه إنه على ما يرام، ومتواجد في سوريا، وليس عليهم القلق عليه، الخبر الذي كان له مدمراً بالنسبة العائلة.

وأنشأ "رابه" حسابات جديدة على فيسبوك وتويتر ليبدأ بالتواصل مع ابنه، وينتظر لأيام أحياناً لوصول رسالة منه، إلا أن مارفن بقي على تواصل مكثف مع أبيه، رغم أن المنضمين للتنظيم عادة ما ينقطعون عن التواصل مع أهلهم.

رفض الأمر بالقتل لاستعادة ابنه

ولم يفقد ربُّ العائلة الألماني الأمل في استعادة ابنه، فسافر إلى تركيا، وأصبح يرسل صوراً له هناك، ليؤكد له أنه أصبح قريباً من الحدود طالباً لقاءه، فحضر مارفن بالفعل إلى منطقة قريبه منه وتواعدا على لقاء بعضهما على الأقل، لكن المحاولة فشلت.

ويوضح الأب أنه تمكن في إحدى المحاولات التي تمت عبر الاستعانة بمهربين من تأمين لقاء مع ابنه.

ويقول إن صديقاً لابنه مارفن جاء معه، فذهب الرجال الذين كانوا معه وجاؤوا مسلحين فجأة، وقالوا له إنه إذا أراد استعادة ابنه فهناك طريقة واحدة، وهي ذبح صديقه القادم معه، فرفض الأب قتل صديق ابنه الذي كان يافعاً (طفل تقريباً)، على حد وصفه، وعاد، خاصة أن ابنه أيضاً رفض العودة رفضاً قاطعاً.

وانقطع التواصل بينهما لعامين، حيث يعتقد الأب أن اللقاء المذكور تسبب بذلك، قبل أن يقول له مارفن إنه أصبح في العراق. ثم وصلته رسالة أخرى له من مقاتل آخر في "داعش"، يقول للأب إن "مارفن أصبح شهيداً"، على حد قوله.

لم يستحق حتى نشر نعي له

وأطْلَعتْ شرطة حماية الدولة في ألمانيا لاحقاً الأبَ على صورة متداولة على موقع تويتر، يبدو أن ميليشيا عراقية التقطتها، تظهر شاباً تغطي الأوساخ وجهه، ويملأ الدم المكان، فأيقن لدى إمعان النظر فيها أنه ابنه.

ويعتقد الأب المكلوم أن الظاهر في الصورة ابنه، وأنه ميت، لأن الاتصالات معه توقفت بشكل كامل منذ ذلك الوقت، رغم أنه كان على تواصل دائم معه قبل ذلك، ولم يعثر على أي أثر له على الإنترنت، حتى إن التنظيم المتطرف لم يجد أنه يستحق نشر نعي له، على حد وصف الأب.

الشرطة تتفهم استياءه من نتائج عملهم

وعبّر متحدث باسم شرطة مدينة بوخوم عن تفهمهم من الناحية الإنسانية، الشعور الذي ينتاب الأب في الوضع القاسي جداً الذي هو فيه، بأن الشرطة لم تفعل ما فيه الكفاية، لكنه أكد قيامهم بتحقيق موسع في هذا الشأن، مشيراً إلى أنه ليس بوسعهم إخبار الأهل بكل خطوة يقدمون عليها في التحقيق، وأن التحقيق ما زال جارياً لدى الادعاء العام الاتحادي. 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار