كشف وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجه رسالة تحذير الى الرئيس محمود عباس، عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاء فيها أن الولايات المتحدة ستقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية في حال تمسكت بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح المالكي في حديث للإذاعة الرسمية للسلطة، أمس، أن ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي الذي أبلغه أنه سيجتمع مع الرئيس عباس الذي كان في زيارة الى موسكو، فرد ترامب قائلاً: «أبلغه رسالتي أن أميركا ستوقف المساعدات المالية للسلطة في حال عدم عودتها الى طاولة المفاوضات». كما كشف المالكي أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، حمل الرسالة ذاتها إلى الدول العربية التي يزورها في جولته الراهنة.

ويتوقع مسؤولون فلسطينيون أن توقف واشنطن مساعداتها الى السلطة الفلسطينية قريباً، باستثناء المساعدات التي تقدم إلى قوى الأمن. وقال مسؤول رفيع لـ»الحياة»، أن السلطة تستعد لمثل هذا الإجراء، وأنها لن تتراجع عن قرارها عدم العودة الى أي عملية سياسية برعاية أميركية حصرية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور أحمد مجدلاني، أن عباس لن يتراجع عن قراره حتى لو قطعت جميع المساعدات عن السلطة. وأضاف: «سنعتمد على أنفسنا وعلى حلفائنا، ولن نبيع قضيتنا بالمال».

وتعتمد السلطة على الإيرادات الجمركية التي تشكل 60 في المئة من موازنتها، تليها الإيرادات المحلية التي تشكل 20 في المئة، أما الباقي (20 في المئة) فيأتي من المساعدات الدولية، بخاصة الاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية والجزائر.

وقال المالكي إن إسرائيل وأميركا شرعتا فعلياً في تطبيق خطة «صفقة العصر». وأضاف: «لقد بدأ تطبيق هذه الخطة فعلياً على الأرض، أولاً، من خلال الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإخراجها من طاولة المفاوضات، وثانياً من خلال وقف المساعدات الى وكالة أونروا، في محاولة لشطب دور الوكالة وتالياً شطب قضية اللاجئين».

وسيلقي عباس كلمة في مجلس الأمن الدولي الثلثاء المقبل، يطالب فيها برعاية دولية لعملية السلام. وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن عباس سيطالب مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. وأضاف: «سيقول عباس لأعضاء المجلس أن تطبيق قراراته كافية لإنهاء الاحتلال».

وأوضح أن الهدف من زيارة عباس الى مجلس الأمن ومن خطابته، مطالبة العالم وقف الإجراءات الإسرائيلية الجارية في الأراضي المحتلة، والتي قال أنها تحظى بدعم أميركي مثل ضم القدس وغيرها. وتابع: «سيطالب الرئيس برعاية دولية لعملية السلام، بعد أن خرجت الولايات المتحدة نفسها من العملية باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.