بقلم: بدر أبو نجم
البداية في الخان الأحمر
لكني بعد أن أنهيت هذا المقال قمت بتعديله وكتبت هذا الخبر العاجل:
محكمة الاحتلال العليا ترفض التماس سكان الخان الأحمر وتأمر بإخلائها
أكمل مقالي الان بدون تعديل:
دأب الإعلام العالمي أن يسمي تسوية القضية الفلسطينية بصفقة القرن منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب زمامَ رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية , وذلك بعد تسريبات مضمون هذه الصفقة التي سميت فيما بعد لدى الفلسطينيين بصفعة القرن بتسوية القضية الفلسطينية بعيداً عن أي شريكٍ سياسي يمثل الشعب الفلسطيني. صفقة القرن حتى اللحظة لم تُعلن فعلياً بشكلٍ رسمي من قبل الإدارة الأمريكية ولا اسرائيل , لكنها بالتأكيد سارية المفعول على أرض الواقع , وبشكلٍ متسارعٍ جداً.
لم تكن الإعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين , والإنتهاكات الاسرائيلية , وتهويد القدس بكافة الأشكال هي الخيوط التي حاكت نسيج هذه الصفقة , بل بدأت أولا بموقف سياسي أمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة , وبذلك إعلان صريح بأن لا شريك فلسطيني في عملية السلام , ولا حل للدولتين , وما جرى من مفاوصات طيلة العقود السابقة كان عبارة عن زوبعة في فنجان فقط لا غير.
بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس , وبعض الدول الأخرى التي تسارعت في نقل سفاراتها أيضا بالتزامن مع السفارة الأمريكية بسببٍ أو بدون سبب , وبفترة لا تتعدى الشهرين , أصبح لتنفيذ صفقة القرن خطوة أخرى على أرض الواقع بدأ ذلك في قرية الخان الأحمر جنوب شرق مدينة القدس , ومحاولة الاحتلال إخلاء كافة سكانها الذين يعيشون في خيام منذ عقودٍ من الزمن , بالاضافة الى تجمعات أخرى قريبة من المنطقة التي تضم الاف الفلسطينيين , وهي خطوةُ تطهيرٍ عرقي لا جدال فيه.
* هجمة شرسة أخرى على هدم المنازل في القدس والضفة الغربية:
فشل الاحتلال حتى الان بتهجير أهالي الخان الأحمر لكن قرار الإخلاء يمكن أن يصدر في أية لحظة حتى وإن أعلنت ما تسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية بعدم الإخلاء أو نقلهم إلى بقعة جغرافية أخرى.
لم يكتفي الإحتلال بمحاولات إخلاء السكان من أراضيهم وبيوتهم بعد أن فشل في مناطق ونجح في مناطق أخرى. أصبحت الخطوة الثالثة تُنفذ في قرية الولجة غرب مدينة بيت لحم , وذلك بهدم منازل وبركسات تعود لأهالي القرية.
* ما بين الخان الأحمر وقرية الولجة:
ما بين الخان الأحمر وقرية الولجة كان الهدم بالجملة في هذه الفترة للمنازل التي كانت كثافتها في القدس المحتلة وسلوان والطور وصور باهر وغيرها من البلدات التي يسكنها المقدسيون أكبر من مثيلاتها في الضفة الغربية , لتصبح قرارات الهدم والتهجير تتسارع في قرى ومدن الضفة الغربية عدا عن القدس المحتلة التي لا يكف فيها الاحتلال عن هدم المنازل بشكلٍ شبه يومي.
صفقة القرن نجحت سياسياً وأتفق عليها الكثير من الدول منها دول عربية من تحت الطاولة , لكنها فعلياٌ أثبتت فشلها ربما إلى حدٍ ما في قرية الخان الأحمر بمجهود المواطن الفلسطيني الثابت في أرضه رغم القوة التي إستخدمها الإحتلال ورسخها لطرد الأهالي هناك , فالأجساد العارية كانت لهم بالمرصاد , وفي القدس الملحمة التي لا يتوانا فيها المقدسيون في نثر أجسادهم أمام الجرافات الاسرائيلية في محاول لمنع هدم منازلهم وتهجيرهم من القدس , وصولاً إلى مسافر يطا وبيت لحم والخليل والأغوار وغيرها من المناطق التي حاول فيها الاحتلال تطبيق بند التطهير العرقي في قاموسه منذ أن نشأت دولته على الأرض الفلسطينية , إلى صفقة القرن التي أعطته الضوء الأخضر ليبدأ على أرض الواقع بتنفيذ مآربه.
* بنود صفقة القرن:
من أهم ما جاء في مخطط صفقة القرن التي لم يعلن عنها بشكلٍ رسمي حتى الان:
_إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية.
_قيام الدول المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة الدولة التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة.
_تأجيل وضع مدينة القدس وموضوع عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة
- _ستشمل المفاوضات النهائية محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والأقطار العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.
هي دولة بلا سيادة , لكن على أرض الواقع يوحي بأرضٍ يهودية بحت , بعد الحديث عن أن صفقة أخرة أكبر من صفقة القرن وهي إيجاد وطن اخر بديل للشعب الفلسطيني.
وما بين الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني , والضفة وغزة , والتشتت في مواقف الفصائل الفلسطينية هناك حكايات أخرى.......