الرئيسية / أخبار عبرية
هذه المدن الثلاث يهرب منها المستوطنون الإسرائيليون لخارج فلسطين.. فما السر؟
تاريخ النشر: 10/03/2019
هذه المدن الثلاث يهرب منها المستوطنون الإسرائيليون لخارج فلسطين.. فما السر؟
هذه المدن الثلاث يهرب منها المستوطنون الإسرائيليون لخارج فلسطين.. فما السر؟

أظهرت إحصائيات رسمية نشرها مكتب الإحصاء الإسرائيلي وجود ارتفاع في نسبة الهجرة في بعض المدن والمستوطنات الإسرائيلية خلال عام 2017، وكان لافتا أن المناطق المرشحة لأن تشهد استهدافا من قبل المقاومة بالإضافة للقدس؛ من أكثر المناطق التي هاجر منها المستوطنون في ذلك العام.

وفقا للإحصائيات؛ هاجر خلال عام 2017، 30988 إسرائيليا من مدينة القدس المحتلة، واستوطن فيها 11090 في نفس الفترة، وهو ما يشير إلى اختلال في ميزان الوجود الديمغرافي الإسرائيلي في المدينة. وجاءت مدينة أسدود المحتلة في المرتبة الثانية من حيث عدد المهاجرين، حيث هاجر منها 6230، ولم يستوطن فيها خلال عام 2017 سوى 3227، بمعنى أن عدد المستوطنين في نهاية ذلك العام وصل تقريبا إلى 3000 مستوطن.

وترفض المواقع الإسرائيلية الاعتراف بحقيقة دور جغرافيا تلك المدن والمناطق في هجرة المستوطنين منها، فبالنظر إلى مدينة أسدود؛ فقد تعرضت على مدار الأعوام الماضية إلى استهداف بالصواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية. بالإضافة إلى أن مدينة القدس شهدت موجات من الاحتجاج في الأعوام الأربعة الأخيرة، وكذلك مدينة حيفا المهددة دائما من قبل حزب الله بالقصف في أي مواجهة مع "إسرائيل".

وتتلاقى هذه الإحصائيات مع ما توصل إليه الباحث الفلسطيني جورج كرزم حول الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين، والذي حاول فيه فهم أسباب لجوء اليهود للهجرة من فلسطين المحتلة، من خلال ربط ذلك بالتوقيت السياسي والأمني والاقتصادي، وكانت النتيجة أن العامل الأمني هو العامل الأبرز وراء هذه الهجرة، خاصة بعد الانتفاضة الأولى والثانية وعدوان عام 2006 على لبنان وعدوان 2012 و 2014 على قطاع غزة، بالإضافة إلى العامل الاقتصادي والسياسي كعوامل ثانوية.

ويوضح كرزم أن قصف تل أبيب عام 2012 وعام 2014 من قبل المقاومة الفلسطينية وقبله استهداف حيفا بالصواريخ من قبل المقاومة اللبنانية؛ أفقد الإسرائيلي الشعور بالأمن، مؤكدا على حقيقة أن المقاومة اللبنانية (حزب الله) والمقاومة الفلسطينية استطاعتا أن تخلقا شعورا معاكسا للشعور الذي تحاول "إسرائيل" تكريسه بأنها "دولة لحماية اليهود"، ووجد المجتمع الاستعماري نفسه أمام أزمة وجودية، مع تزايد الشعور بعدم قدرة الدولة على توفير الأمن لمواطنيها.

وبيّن كرزم في كتابه أن 59% من الإسرائيليين اتجهوا لسفارات دول مختلفة للحصول على جوازات سفر هذه الدول، مبرهنا من خلال هذه الحقيقة على أن شعورا متزايدا ومتناميا لدى الإسرائيلي بأن الدولة الإسرائيلية في طريقها للتفكك، موضحا بأن أغلب المهاجرين يتذرعون بالأوضاع الاقتصادية وذلك رفعا للحرج الذي يصيبهم في حال اعترفوا بأنهم هربوا خوفا من تنامي أدوات المقاومة وفقدانهم للشعور بالأمن. 

أضف تعليق
تغيير الصورة
تعليقات الزوار