أشار رئيس معهد أبحاث الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أيب، الجنرال احتياط عاموس يدلين إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يكتفي في الفترة الأخيرة بالرد على نيران “حماس″”، وقال : لقد خسر جيشنا إبداعه، وقدرته على المفاجأة والخداع.

وأضاف يدلين أنّ إسرائيل تريد الانتصار، لكنّها تعلم ما هو ثمن هذا الانتصار، مُضيفًا: إذا كان دليل انتصارنا هو إعادة السيطرة على مليونيّ فلسطينيّ وإرسال الكثير من الكتائب والألوية من اجل السيطرة على مخيمات اللاجئين، لا نريد ذلك.

وأردف: إسرائيل قررت أنّها لا تريد هزيمة “حماس” وعدم المسّ بها بشكلٍ مباشرٍ، مُوضحًا: لقد حصلت 11 جولة قتالية في الآونة الأخيرة، وشنت إسرائيل على غزة هجمات في أكثر المناطق اكتظاظًا في الشرق الأوسط لكنها عجزت عن قتل أي حمساوي، هناك رغبة لدى الطرفين بعدم الوصول إلى حربٍ، وتابع: أنّ رئيس الوزراء نتنياهو يُدرِك أنّ مَنْ يذهب نحو الحرب ينهي طريقه السياسيّ، الطرفان يحاولان عدم الوصول إلى الحرب لكن برأيي هما سيصلان، وفق كلامه.

وبحسب يدلين، فإن إستراتيجية (الكابينت) هي تقسيم السلطة الفلسطينيّة إلى سلطتين ضعيفتين، معتبرًا أنّ ذلك لا يمكن أنْ يحصل، والخطوة الصحيحة هي ضرب “حماس” ومحاولة إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة من اجل حل الأزمة الإنسانية ونقل المال الذي يصل إلى غزة عبر السلطة وليس حماس.

إلى ذلك، فإنّ العديد من الوزراء عكسوا الأزمة التي يُواجهونها مع طريقة نتنياهو في إدارة الأزمة كرئيس حكومة ووزير للحرب، عبر اكتفائه بالحديث مع القيادة العسكرية والأجهزة الأمنية والامتناع عن إبلاغ الوزراء بالمستجدات، بحيث صرح أكثر من وزير إنّهم لا يعرفون ما الذي يحدث ولم يتم إبلاغهم بالمستجدات.
ومع انتقاد سير العملية في الجنوب، ربط بعض الوزراء القرارات بالانتخابات، وتركزت الانتقادات بأن الإسرائيليين عمومًا وسكان المستوطنات على وجه الخصوص لا يعرفون إذا ما كان هناك وقف لإطلاق النار.

وقالت وزيرة القضاء ايليت شاكيد: آمل ألّا يكون هناك وقف لإطلاق النار، بعد ما فعلته حماس، يجب معاقبتهم بأكثر الطرق عدوانيةً، وأضافت: يجب على حماس أنْ تدفع ثمنًا باهظًا لعدوانها. بمجرد الانتهاء من الطائرات الورقية، فإنّها تكمل أيضًا بالصواريخ على تل أبيب. كان عليك أنْ تضرب بيدٍّ قويّةٍ ضدّ هذه الطائرات الورقيّة، مُوجهةً حديثها لنتنياهو.

من جهته قال موشيه كحلون وزير المالية إنّ المصالح السياسية أثرّت في عملية صنع القرار، وأضاف أنّه في الوضع الطبيعيّ، ستجتمع الحكومة، لكنّ نتنياهو يعلم أنّ بينيت سيحتفل بها ويُهاجمه هناك من أجل الحصول على مقاعد، وأضاف: كلّهم لا ينظرون فقط إلى العدسة الأمنيّة، ولكن إلى العدسات الانتخابية، قبل أسبوعين من الانتخابات.
وزير التعليم نفتالي بينت عبّر عن انتقاداتٍ قاسيّةٍ ضدّ نتنياهو وأعلن في مؤتمرٍ صحافيٍّ أنّ الدولة قد تخلّت عن الجنوب، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ أقوى جيش في الشرق الأوسط لا يُمكِن أنْ ينتصر عندما لا توجد شجاعة على المستوى السياسيّ. واختتم: في الواقع، لا تُوفِّر القيادة الأمنيّة الأمن للجنوب، إنّها حقيقة، وقف إطلاق النار، إذا كان، لا سمح الله، لن يكون التعادل، بل هزيمة ستُكلِّفنا الدماء، وفق تعبيره.