غضب إعلامي مغربي من زيارة صحفيين لإسرائيل
تاريخ النشر: 09/02/2018
غضب إعلامي مغربي من زيارة صحفيين لإسرائيل
غضب إعلامي مغربي من زيارة صحفيين لإسرائيل

أثارت زيارة عدد من الصحفيين المغاربة لإسرائيل، الاثنين الماضي، استجابة لدعوة وزير خارجية الاحتلال غضبا واسعا بين الإعلاميين المغاربة باختلاف منابرهم، معربين عن رفضهم لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومعتبرين الزيارة "دعاية لإسرائيل".

واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية زيارة 5 من الصحفيين المغاربة لإسرائيل استجابة لدعوة من سلطات الاحتلال هو "دعاية تقوم بها إسرائيل لسياستها" وتستهدف الجسم الصحفي المغربي، بغض النظر عن حقيقة انتماء جُلّ الذين استجابوا لهذه الدعوة، لمهنة الصحافة.

وأكدت النقابة أنها "تستهجن هذه الزيارة، وتؤكد موقفها الثابت في مناهضة جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يحتل أرض شعب آخر، بالحديد والنار والمجازر والقتل والتشريد والاعتقال والتعذيب. وهو ما أدانته الأمم المتحدة، في العديد من قراراتها وتوصياتها، التي ترفض إسرائيل احترامها".

وأعلنت النقابة أن هذه المبادرة التي قام بها "الصحفيون" الخمسة لا تلزم إلا أصحابها، والجهة التي توسطت فيها، "خصوصا وأن الأمر لا يتعلق بإنجاز مهمة صحافية ممولة من المؤسسات التي ينتمي إليها هؤلاء، (رغم ما يحيط بمثل هذا العمل، عادة، من التباس)، بل إنها دعوة مباشرة من سلطات الكيان الصهيوني وبتمويل منه وتتم لمباركة وتزكية السياسة العدوانية والإجرامية التي يقوم بها المحتل الإسرائيلي، وبذلك فالزيارة تدخل في خانة الدعاية السياسية لإسرائيل، ولا علاقة لها بممارسة مهنة الصحافة".

وشددت النقابة في بيانها على تنديدها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، "كموقف مبدئي للأغلبية الساحقة للصحافيين المغاربة، والمنظمات الحقوقية والنقابية، المغربية، وتعتبر أن ما حصل هو محاولة لاختراق موقف الشعب المغربي من القضية الفلسطينية، وكذا المواقف الرسمية المغربية، الثابتة، من هذه القضية، ومن وضعية القدس".

وسجلت النقابة أنها "تظل وفية للمواقف المبدئية للصحفيين المغاربة، ولعلاقاتها الثنائية مع نقابة الصحافيين الفلسطينيين، التي تتصدى يوميا للتنكيل والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون والأجانب، أثناء قيامهم بواجبهم المهني، وكذا التزام النقابة بقرارات الإتحاد العام للصحفيين العرب، ومواقف الفيدرالية الدولية للصحفيين، التي ترفض السياسة الإسرائيلية المناهضة لحرية العمل الصحفي".

ولفت البيان إلى أن عددا من النقابات العمالية العالمية، "تطالب بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، الواردة من الأراضي المحتلة، وهو الموقف الذي تتخذه نقابات وازنة للصحفيين، في العالم، على رأسها نقابة الصحفيين في بريطانيا التي تترجم هذا الموقف في مجالها الإعلامي".

وقالت النقابة إن "المواقف الدولية والعربية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، تستند على مبادئ إنسانية وحقوقية، من أهمها احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي، وهي المبادئ التي يدافع عنها أغلب الصحفيين، عبر العالم، والتي تنتهكها دولة إسرائيل، باستمرار، من خلال القمع المتواصل لكل الاحتجاجات ضد الاحتلال".

وانتشر هاشتاغ "أنا صحافي ضد التطبيع"، و"زيارتهم دعم لجرائم إسرائيل" و"زيارتهم رصاصة"، بشكل واسع بين عموم الإعلاميين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رفضهم لهذه الزيارة.

انتحال صفة
البرلمانية والناشطة الإعلامية حنان رحاب، أوضحت في تدوينة لها على حسابها بـ"فيسبوك"، أن ثلاثة ممن زاروا الكيان الصهيوني لا يحملون بطاقة الصحافة المهنية حسب لوائح الصحافيين المهنيين الصادرة عن وزارة الاتصال برسم سنة 2017، لافتة إلى أن منهم من لا تجمعه أية علاقة رسمية "عمل" بأي مؤسسة صحفية، وتساءلت: "إذا كيف يتم الحديث عن زيارة وفد إعلامي مغربي؟".

واعتبرت رحاب أن الأمر فيه "انتحال صفة واضحة تضاف إلى جريمة التطبيع"، مشددة على أن "الكيان الصهيوني رمز للإرهاب والعنصرية والتطرف في العالم، وكل مساحيق التجميل لن تخفي جرائمه في حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة".

كسر الموانع
من جانبها، قالت الصحافية المغربية بموقع قناة الجزيرة، سناء قويطي، إن "المطبع يرى أن الأرض المقدسة ليست بالقداسة المظنونة، فيستوي عنده احتلال الإسرائيلي للقدس على احتلال غيرها من الأمكنة، ويشتغل على ترويض نفسه على كسر الموانع، فكما هان عليه رفع القدسية على القدس والمسجد الاقصى يهون عليه مستقبلا أن يرفعها عن المسجد الحرام ومكة".

محاولات فاشلة
فيما قال الناشط الإعلامي المغربي والصحافي بقناة الجزيرة مباشر، يوسف بناصرية، إنه "ربما لا يعلم الاحتلال الصهيوني أن الخطوات التي ينهجها للتغطية على جرائمه وتلميع صورته أمام العالم ومعها الخطوة الأخيرة بالتنسيق مع الصحافيين العرب التسعة، كلها فاشلة ولا جدوى منها أمام ممارساته الإرهابية وحربه العدوانية على شعب يقاوم لأجل أرضه وعرضه".

وأضاف "من يزور الكيان الصهيوني لا يمثلني بتاتا ولا يمثل الجسم الصحافي المغربي ولا العربي".

الصحفي بقناة "الحرية تيفي"، حفيظ زرزان، تساءل في تدوينة له: "هل يتحرك الصحفيون ووزارة الاتصال ولجنة القدس ضد من باع فلسطين مقابل نرجيلة وطعام وتذاكر ومال بحيفا وتل أبيب؟". 

تم طباعة هذا المقال من موقع راديو بانوراما (panoramafm.ps)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)