علماء الآثار يكتشفون معامل لصنع البيرة.. تاريخها يعود إلى نفس وقت بناء الأهرامات!
تاريخ النشر: 10/02/2018
علماء الآثار يكتشفون معامل لصنع البيرة.. تاريخها يعود إلى نفس وقت بناء الأهرامات!
علماء الآثار يكتشفون معامل لصنع البيرة.. تاريخها يعود إلى نفس وقت بناء الأهرامات!

عرف الفراعنة صنع البيرة منذ قبل الميلاد.

إذ قام علماء الآثار وباحثون من جامعة شيكاغو الأميركية بالتنقيب على مدار الأعوام الـ16 الماضية في مدينة تل إدفو، الواقعة على بُعد 600 كيلومتر جنوب مدينة القاهرة على امتداد وادي النيل. وفي أواخر عام 2017، اكتشفوا مجمعاً من المباني يشير إلى أقدم مراحل مظاهر الحياة بالمدينة، وأدلة على صنع البيرة والخبز.

ويرجع تاريخ هذه المباني إلى نحو عام 2400 قبل الميلاد، وهي الحقبة المعروفة باسم "المملكة القديمة" في التاريخ الفرعوني، التي تم خلالها تشييد الأهرام. ويتألف المجمع من مبنيَين كبيرَين من الطوب الطيني، تحيط بهما ساحات مفتوحة شاسعة وورش.

هذا، وقد أكدت البروفيسور نادين مولر، عالمة الآثار المصرية التي شاركت في قيادة عمليات التنقيب: "إنه اكتشاف رائع؛ نظراً إلى أنه لا يوجد سوى معلومات ضئيلة عن هذا العصر من الاستيطان في الأقاليم الجنوبية".

وبحسب صحيفة The Independent البريطانية، فقد كشفت عمليات التنقيب عن حاويات تخزين وغيرها من القطع الأثرية داخل الورش، والتي قد تشير إلى أن قاطني المدينة كانوا يقومون بصناعة البيرة والخبز في هذا الموقع.

كما ظهرت أدلة على صهر النحاس داخل المجمع، الذي يعتقد علماء الآثار أنه تم بناؤه لتوفير الإقامة للمسؤولين الهامين الذين يتم إيفادهم من أجل الرقابة على استخراج المعادن الثمينة من الصحراء الشرقية.

أيضاً، اكتشف العلماء تحت أرضيات المباني أختاماً بالهيروغليفية تحمل اسم المسؤول الذي قاد مجموعة من الباحثين للبحث عن الفرعون دجيدكير إيزيسي، الحاكم قبل الأخير للأسرة الخامسة في مصر.

وتأكد استغلال إدفو كنقطة انطلاق للحملات المتوجهة نحو الشرق، من خلال وجود المحار المستخرَج من البحر الأحمر، والأواني الخزفية النادرة التي كان يتم استيرادها من الحضارة النوبية القديمة (السودان حالياً).

وهو ما يعني أن مدينة إدفو القديمة تطورت لتصبح نقطة انطلاق هامة للحملات الكبرى المتجهة نحو أقاليم الصحراء الشرقية وربما سواحل البحر الأحمر، الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شرقاً.

وعن هذا، قالت البروفيسور المصرية: "في ذلك الحين، بدأت الأسر الحاكمة المصرية، التي كانت توجد بالمنطقة الشمالية حول العاصمة ممفيس، في التوسع وتمديد نطاق سلطانها، بعد فترة من التقلُّص خلال الأسرة الرابعة وجزء كبير من الأسرة الخامسة".

وذكر الباحثون أيضاً أن المبنى قد يحظى بروابط دينية وطائفية، بحكم اقترابه من معبد الإله حورس.

فيما أكدت مولر للصحيفة البريطانية القول: "إنه موقع فريد. فقد أمضينا وقتاً عسيراً في العثور على مبانٍ مماثلة من الناحية المعمارية؛ نظراً إلى عدم وجود أي بقايا أو حفريات من ذلك العصر داخل أي مستوطنة أخرى بصعيد مصر".

وختمت بالقول: "تعرَّفنا على الكثير من المعلومات في تل إدفو، ولا يزال هناك معلومات أكثر نتعرف عليها". 

تم طباعة هذا المقال من موقع راديو بانوراما (panoramafm.ps)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)