كانت تستعد لفرحها فرقدت في الفراش.. قصة العروس ضحية تسابق سيارتين !
تاريخ النشر: 13/02/2018
كانت تستعد لفرحها فرقدت في الفراش.. قصة العروس ضحية تسابق سيارتين !
كانت تستعد لفرحها فرقدت في الفراش.. قصة العروس ضحية تسابق سيارتين !

وسط الآم شديدة، صاحبتها دموع الحزن، ترقد على فراشها، فتاة عشرينية، تتذكر ما لحق بها، جرّاء حادث أليم، حولها من عروس تنتظر فرحها إلى طريحة لفراشها، بعد أن أصيبت بجرح قطعي في وجهها، وجروح في أنحاء متفرقة بالجسد، نتيجة استهتار شابين بأرواح الناس، خلال تسابقهما بسيارتيهما، بالطريق العام.

آلام الوجه وآلام الفرح

"أنا مش عايزة غير حقي.. عايزة العدالة للانتقام من اللي تسبب في مرضي وقطع وجهي.. نفسيتي تحت الصفر الله أعلم بها.. أتحمل آلام لا يطيقها بشر"، هكذا لم تعرف آلاء محمود أحمد النوام، 22 سنة، من أين تبدأ حديثها لــ"مصراوي" لكنها قالت "إن الله كتب لي عمرًا جديدًا".

قالت والدموع تتساقط من عينيها "كنت انتهيت من عملي، بناحية شارع كورنيش النيل، بمدينة دسوق، وأثناء سيري بجانب الطريق، كما يسير المواطنين، صدمتني سيارة مسرعة، من الخلف، دفعتني بقوة لأمتار أمامية، في اتجاه سيري، ولم أشعر بنفسي، إلا وأنا على أحد أسرّة، قسم الاستقبال والطوارئ، بمستشفى دسوق العام، والدماء تنزف من وجهي".

وأضافت: "أول ما رأيت أمامي، طاقم من الأطباء، وفريق من التمريض، وأفراد أسرتي، يدعون ربهم أن يقف بجانبي، مع وجود آلام شديدة، في كل أنحاء جسدي، من بينها وجهي، وشعرت أن وجهي مشطور لنصفين.. حتى فوجئت بملصقات طبية على وجهي، كنت نفسي أفرح بزواجي، وأنا متعافية، فميعاد زواجي، بعد 5 أشهر، ولكن القدر كان أسرع من هذه الرغبة، وأحمد الله على كل شيء".

رفضت "آلاء" استكمال الحديث، لما ألمّ بها، من آلام، ليست جسدية فقط، حسبما فهمنا منها، ولكن آلام نفسية أيضًا، فهي تفكر في فرحها، وما أصاب وجهها، ورفضت تصويرها، وقد راعينا رغبتها في عدم نشر أية صورة لها.

مسؤولية الأسرة ومسؤولية "المرور"

من جهته تساءل والدها محمود أحمد النوام، ترزي، عن دور الرقابة الأسرية على الشباب، قائلًا "أين أسر مثل هؤلاء الشباب الذين يستهترون بأرواح الناس؟ وماذا يعني تسابق سيارتين في طريق عام، وكيف لا توجد رقابة من المرور، ولا يوجد حتى مطب صناعي ليُخفف من سرعة السيارات على الكورنيش".

وأضاف "تلقيت اتصالات مستمرة من والد مرتكب الواقعة بحق ابنتي، وبالتأكيد معروف ما يطلبه، وهو التنازل أو إجراء مصالحة، فهذا كل ما يعنيه، وإنما لا يعنيه شابة تستعد لزواجها، أصبحت طريحة للفراش، وبها جرح قطعي بنصف الوجه الأيسر، وكسور في جانبها الأيسر، وفي أنفها، ولا تستطيع الحركة إلا بصعوبة شديدة".

وتابع: "النهاردة بنتي ضحية لاستهتار شاب بأرواح الناس، قاد سيارته، ليتسابق مع صديقه في شارع عمومي، يحظر فيه إجراء مثل هذه السباقات، دون عناية منهما لوجود مواطنين يسيرون في الشارع، وغدًا من سيكون عليه الدور، في ظل غياب الرقابة الفعلية على هؤلاء الشباب المستهتر".

شهود عيان: السباقات مستمرة رغم سقوط الضحايا

انتقل مراسل "مصراوي" إلى موقع الحادث، وتبين أن الموقع يُطل على نهر النيل، فرع رشيد، وهو شارع الكورنيش، والتقينا مع شهود عيان.

إذ قال ماجد حسن، عامل، أنه كان جالسًا أمام المقهى الذي يعمل بها، إذ فوجئ، بسيارتين ملاكي، يقودها شابين، يتسابقان مع بعضهما البعض، بطريقة مستفزة، ويقودان سيارتيهما بسرعة جنونية للغاية، وكان الأمر في حلقة صراع، فصدمت إحداهما الفتاة، لدرجة أن قوة الصدمة دفعتها لحوالي 7 أمتار".

بينما كشف خليل محمد خليل زيدان، أمين معمل ثانوي تجاري بالتربية والتعليم، عن استمرار عملية تسابق السيارات، والدراجات البخارية، بشارع كورنيش النيل، وأغلبيتها تكون بدون لوحات معدنية، وحادث اصطدام السيارة بالفتاة، ليس الأول من نوعه، ولكنه الأبشع، لأن قوة التصادم نتيجة القيادة بسرعة جنونية، دفع الفتاة لمسافة بعيدة.

مطالب بإقامة "مطب صناعي"

وأكد أحمد إبراهيم عطية، من سكان منطقة كورنيش النيل، أنه شاهد الواقعة، قائلًا أن الفتاة كانت تسير في المكان المخصص لسير المارة، كانت هناك سيارتين يتسابقا، وتسيرا بسرعة جنونية للغاية، لا تقل عن 90 كيلو في الساعة، رغم أن السرعة المسموح بها في الشارع لا تزيد عن 40 كيلو.

وأوضح "عطية" أنه توجه إلى مجلس مدينة دسوق، لمطالبة المسؤولين، بإقامة مطب صناعي، بالمنطقة التي وقع بها الحادث، لكنهم رفضوا، علمًا أنها منطقة تسير منها السيارات المتجهة ناحية الموقف العمومي، وعندما أبلغوهم بإقامة مطب على حسابهم، هددوهم بتحرير محضر مخالفة لهم، قيمته لا تقل عن 10 آلاف جنيه.

من جانب آخر أمرت نيابة دسوق، بإخلاء سبيل الشابين، بكفالة مالية، عقب إلقاء القبض عليهما، وأثبتت تحريات المقدم هشام السمادوني، رئيس مباحث قسم شرطة بندر دسوق، حقيقة الواقعة، وأن الشابين كانا يتسابقان في الشارع، ويقودان سيارتيهما برعونة، ما أدى إلى اصطدام أحدهما بالفتاة. 

تم طباعة هذا المقال من موقع راديو بانوراما (panoramafm.ps)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)