كاتبة وعسكرية إسرائيلية تقترح دعم السلطة الفلسطينية للعودة إلى غزة
تاريخ النشر: 20/01/2020
كاتبة وعسكرية إسرائيلية تقترح دعم السلطة الفلسطينية للعودة إلى غزة
كاتبة وعسكرية إسرائيلية تقترح دعم السلطة الفلسطينية للعودة إلى غزة

 حذر رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي نداف أرغمان مؤخراً، أعضاء الكابينيت الإسرائيلي من عواقب الخطوة التي اتخذتها حكومة الاحتلال بما يتعلق باقتطاع أموال الضرائب المحولة للسلطة الفلسطينية بذريعة دفع السلطة رواتب للأسرى وعوائل الشهداء.

واعتبرت الكاتبة الإسرائيلية رحيل دولب، التي تحمل رتبة جنرال احتياط وعملت سابقا في الرقابة العسكرية، أن اقتطاع أموال الضرائب، يتزامن مع محاولات "إسرائيل" للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من شأنه أن يوفر واقعا اقتصاديا جيدا في القطاع، الذي تحكمه حماس.

وبالنسبة للعسكرية والكاتبة الإسرائيلية دولب، فإن هذا التزامن يُفهم منه أن "إسرائيل" تعاقب السلطة الفلسطينية، التي تعد شريكا في محاربة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، بينما تمنح حماس، الحركة التي تحاول تنفيذ عمليات فدائية، فرصة للاستقرار و"تكافئها على أعمالها". 

وأضافت رحيل، أنه على الرغم من أنه من الضروري تخفيف وتيرة المعاناة لدى سكان غزة، لأن ذلك يساهم في الاستقرار الأمني، إلا أن على الحكومة الإسرائيلية أن تعي أن التسهيلات المبالغ فيها سوف تفهم من طرف حماس على أنها خضوع للقوة، وبالتالي فإن الحركة ستمارس ضغوطا أخرى من خلال القوة.

وتابعت الكاتبة الإسرائيلية، "مع كل أوجه القصور التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، إلا أن استقرارها مصلحة إسرائيلية، لأن ذلك يضمن استمرار التنسيق الأمني ويخفف عن إسرائيل عبء إدارة وتمويل احتياجات ملايين الفلسطينيين، ومن هنا تبرز الحاجة لعدم اتخاذ أي خطوة تقوض وجود السلطة، بل يجب تعزيز قوتها الأمنية".

وشددت رحيل على أنه من الضروري جدا أن تتصرف الحكومة الإسرائيلية بروح التحذير، الذي أطلقه رئيس الشاباك الإسرائيلي. مؤكدة أن أي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يشمل مطالبة إسرائيلية بعودة السلطة إلى هناك، وسوف تعمل الأخيرة بفعالية لتثبيت أي اتفاق من هذا النوع.

وشككت الكاتبة الإسرائيلية في إمكانية قيام الدول المانحة والأمم المتحدة بالاستثمار اللازم في قطاع غزة ما دامت حماس هي التي تحكم هناك، لأن هناك خشية لدى هذه الدول من أن استثماراتها ستذهب أدراج الرياح في أول جولة تصعيد كبيرة. ولكن وجود السلطة سيمنح هذه الدول نوعا من الطمأنينة، وسيكون التمويل بطاقة عبور السلطة إلى غزة، وبالتالي سيشعر المواطن الغزي الفرق الكبير بين حكم السلطة وحماس.

وترى العسكرية والكاتبة الإسرائيلية رحيل أن ما تقدم يمثل خارطة الطريق لإنهاء سيطرة حركة حماس في قطاع غزة، وهذا ما سيعيد السلطة إلى المعابر والحدود، وسوف يرافق التقدم في إعادة تأهيل القطاع، التزام كبير بوقف إطلاق النار، وعودة الجنود المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وهذا بكل الأحوال يعتمد على إرادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية. 

وتعتقد رحيل في مقالتها أن هذه الخطة سوف تخلق تحديا أمنيا آخر لحركة حماس في قطاع غزة، فتصبح مضطرة للتعامل مع واقع أمني جديد بالإضافة للواقع القديم، وهو ما يستدعي تغييرا في سلوكها قد يصل إلى حد الالتزام بهدنة طويلة الأمد.



 

تم طباعة هذا المقال من موقع راديو بانوراما (panoramafm.ps)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)