تقارير إسرائيلية: "ضم صغير" لا يشمل غور الأردن
تاريخ النشر: 26/06/2020
تقارير إسرائيلية: "ضم صغير" لا يشمل غور الأردن
تقارير إسرائيلية: "ضم صغير" لا يشمل غور الأردن

قال مسؤول فلسطينيّ إن رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مرّر رسالة للسلطة الفلسطينيّة مفادها أن الضمّ لن يشمل غور الأردن، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيليّة، صباح اليوم، الجمعة.

ووفقًا للقناة، فإنّ الرسالة الإسرائيليّة نُقلت عبر رئيس الموساد، يوسي كوهين، الذي التقى الملك الأردني عبد الله الثاني في عمّان، مؤخرًا.

و"سيقتصر الضمّ" وفق الرسالة على كتلتين أو ثلاث كتل استيطانيّة، ما تزال غير معروفة، رجّحت القناة أن تكون منها "غوش عتصيون" و"معاليه أدوميم".

والأربعاء، قدّر وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أن إسرائيل لن تقدم على ضمّ الأغوار، بحسب ما نقلت عنه هيئة البث الرسميّة.

وأضاف أشكنازي، في جلسات مغلقة، أنّ "الجميع يفهم ذلك"، بحسب القناة.

ونقلت القناة عن مصدر مطّلع على تفاصيل مخطّط الضمّ أن الخطّة الحاليّة "مقلّصة أكثر بكثير من رغبة اليمين".

وتتقاطع تصريحات أشكنازي مع ما نقلته "رويترز"، الثلاثاء، عن مصدر أميركي مطلع على مداولات الإدارة الأميركية أن من بين الخيارات الرئيسية المتوقع بحثها، عملية تدريجية تعلن بموجبها إسرائيل "سيادتها مبدئيا" على عدة مستوطنات قريبة من القدس المحتلة، بدلا من 30% من الضفة الغربية الواردة في خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأصلية.

وأضاف المصدر الأميركي "لم تغلق الباب أمام عملية ضم أكبر، لكنها تخشى من أن السماح لإسرائيل بالتحرك بسرعة كبيرة قد يبدد أي آمال في أن يأتي الفلسطينيون في نهاية المطاف إلى الطاولة لمناقشة خطة ترامب للسلام" المعروفة باسم "صفقة القرن".

ويصل وفد أميركي رفيع المستوى، اليوم، الجمعة، إلى البلاد لمناقشة مخطّطات الضمّ الإسرائيليّة، بعد مداولات شهدها البيت الأبيض، الأسبوع الجاري، "لم تنته إلى قرار".

ويضمّ الوفد السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آفي بيركوفيتش، وعضو لجنة رسم الخرائط الأميركيّة – الإسرائيليّة، سكوت فايث.

وذكر مسؤول أميركي لهيئة البث الإسرائيليّة الرسميّة ("كان") إن بيروكوفيتش وفايث سيبقيان في إسرائيل عدّة أيّام.

ومن المقرّر أن يلتقي الوفد الأميركي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة الإسرائيليّة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين، لم تُسمّهم؛ لمواصلة المفاوضات بشأن الضم.

كوشنر وفريدمان (أ ف ب)كوشنر وفريدمان (أ ف ب)
"فوضى رهيبة في البيت الأبيض"

يعتبر قادة حزب "كاحول لافان"، وفي مقدمتهم وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، أنهم نجحوا في لجم مخطط ضم مناطق واسعة تصل إلى 30% من الضفة الغربية لإسرائيل، بعدما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن "عدم اتخاذ قرار نهائي" بإعطاء "ضوء أخضر" لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتنفيذ المخطط، بحسب المحلل السياسي في موقع "زْمان يسرائيل" الإلكتروني، شالوم يروشالمي.

ويعارض "كاحول لافان" مخطط الضم الأحادي الجانب، وصرحوا أنهم يؤيدون مخطط ضم بموافقة المجتمع الدولي، وفي إطار تطبيق خطة "صفقة القرن". وأشار يروشالمي إلى أنه فيما لا يسمح الاتفاق الائتلافي لـ"كاحول لافان" بمنع تنفيذ المخطط، إلا أن "قادة كاحول لافان بنوا مسارا يلتف على نتنياهو (أي قناة اتصال مباشرة مع البيت الأبيض)، ويسعون بواسطة الأميركيين إحباط مخطط الضم، أو تقليصه إلى الحد الأدنى".

ونقل يروشالمي عن مصدر في "كاحول لافان" قوله إن "الخطوة نجحت بشكل قاطع. وغابي أشكنازي ثابت جدا مقابل الأميركيين. وقد تمكن من أن يثبت لهم وجود مخاطر. وقد أوضح لهم منذ فترة أنه سيكون هنا حدثا إقليميا سيمس بهم، بالتحالف ضد إيران، وبالاستقرار في الأردن. وبإمكان الإيرانيين تقويض الاستقرار في الأردن إذا نُفذ الضم. وأنت ترى أن الأميركيين اقتنعوا بهذه الادعاءات". لكن "قادة كاحول لافان يدركون أن ضما صغيرا هو السيناريو الأكثر واقعية"، حسب يروشالمي.

وحول إدارة ترامب، قال الخبير في شؤون الإدارات الأميركية والمحاضر في جامعة بار إيلان، البروفيسور إيتان غلبواع، إنه "توجد فوضى رهيبة في البيت الأبيض. وطاقم ترامب في حالة هستيريا. لا يوجد نظام ولا تحكم. وهم يخافون من خسارة الانتخابات والأغلبية في مجلس الشيوخ وكل شيء. ومن الجهة الأخرى، لا يمكنهم السماح بأن تخرج إسرائيل من هذا الوضع دون أي شيء".

وأضاف غلبواع أن "إسرائيل لم تضم سنتمترا واحدا بعد وبدأت تتلقى انتقادات من مجلس الأمن الدولي. والعقوبات في الطريق. وفي أوروبا يتعاملون معنا كأننا قمنا بضم كل شيء. ونحن ندفع أثمانا على لا شيء. وليس بإمكان أميركا تجاهل هذا الأمر. وستكون هنا تسوية، وسيمنحوننا ضما رمزيا".

وأشار يروشالمي إلى أن "كاحول لافان" يعقد اجتماعا لأعضاء الكنيست من كتلته، اليوم، وسيتمحور حول مخطط الضم. ودعا غانتس الكاتب ميخا غودمان، مؤلف كتاب "فخ 67"، لإلقاء محاضرة خلال الاجتماع.

ونقل يروشالمي عن غودمان قوله إن "خطة صفقة القرن بُنيت أصلا كي تفشل. فهذه الخطة لا يمكن أن تنجح. لقد غرسوا فيها باغ (خلل برمجي). ووضعوا صياغة لن يوافق أي فلسطيني عليها. وعموما، لا يمكن القول لهم تعالوا إلى تسوية سياسية، وإنما تقليص الصراع فقط. يجب طرح شيئا ما أكثر تواضعا مع طموحات متدنية أكثر. وبالإمكان إخراج عناصر من هذه الخطة من أجل تهدئة الوضع، مثل تواصل جغرافي فلسطيني".

وأضاف غودمان أن "معظم الإسرائيليين لا يريدون أن يعيش الفلسطينيون تحت سيادة إسرائيلية، ونحن لا نريد أن نكون تحت تهديد فلسطيني. كيف نخرج من هذا الفخ؟ ينبغي التحرر من أسطورتين: سلام مقدس وأرض مقدسة. وإذا تحررنا منهما، بالإمكان التفكير بصورة مبتكرة بكيفية إنهاء الصراع. ولكن ليس من خلال خطة كهذه بالطبع". 

تم طباعة هذا المقال من موقع راديو بانوراما (panoramafm.ps)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)