"غضب" بعد ضم غزة والضفة إلى تعريف السفارة الأميركية بـ"إسرائيل".
تاريخ النشر: 25/01/2021
"غضب" بعد ضم غزة والضفة إلى تعريف السفارة الأميركية بـ"إسرائيل".
"غضب" بعد ضم غزة والضفة إلى تعريف السفارة الأميركية بـ"إسرائيل".

لم يمر تغيير تعريف السفارة الأميركية في الاحتلال الإسرائيلي على "تويتر" من الحساب الرسمي لـ"سفارة الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل" إلى "سفارة الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل والضفة الغربية وغزة"- وإن لفترة وجيزة قبل أن يعود إلى سيرته الأولى- مرور الكرام.

 


خطوة كهذه تحمل رمزية كبيرة بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية وفلسطين والاحتلال، ولعل حصولها بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منحهاً بعداً سياسياً، إذ ربطها البعض بالسياسة التي تنوي الإدارة الأميركية اتباعها في مقاربتها للقضية الفلسطينية، بعد 4 سنوات اتسمت بالتحيّز الشديد للاحتلال بلغ حد الاعتراف بالقدس عاصمة له ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.

بعد البلبلة.. إدارة بايدن تتراجع عن إضافة الضفة وغزة إلى تعريف سفيرها لدى "إسرائيل" (صورة)
السفارة الأميركية في القدس.. ماذا كشف وزير الخارجية الأميركي الجديد؟

في تقرير له، لفت موقع "Free Beacon" المحافظ، إلى أنّ إضافة الضفة الغربية وقطاع غزة إلى التعريف يأتي بعد عقود تفادت خلال الولايات المتحدة اتخاذ موقف من "هذه الأراضي"، نظراً إلى محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب ما كتب.

وتابع الموقع قائلاً إنّ هذا التعديل "أثار غضباً" في أوساط المشرّعين الجمهوريين قبل أن يعاد اعتماد التعريف الأساسي، مشيراً إلى أنّ وزارة الخارجية رفضت التعليق على التعديل وعلى سبب العودة إلى اعتماد التعريف الأساسي. وقال الموقع إنّ مسؤولين في السفارة قدّروا أن يكون موقع "تويتر" قد أجرى التعديل عن غير قصد نتيجة "خلل تقني تزامناً مع نقل الحسابات من إدارة ترامب إلى إدارة بايدن".

من جهته، قال نائب مساعد وزير الخارجية السابق، لين خودوركوفسكي: "بدلاً من البناء على كل التقدّم المُحرز نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، يبدو أنّ إدارة بايدن تسلك المسار المعاكس وتتجه نحو السياسات الفاشلة التي اتبعت في عهد (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما". إشارة إلى أنّه في عهد أوباما، كان يُشار إلى السفير الأميركي السابق إلى إسرائيل، دان شابيرو، بـ"السفير الأميركي إلى إسرائيل" في الاتصالات الرسمية، بحسب الموقع الأميركي.

بدوره، علّق السيناتور والعضو الجمهوري في لجنة الشؤون الخارجية مايكل ماكول مغرداً: "أن تتخذ الإدارة هذه الخطوة المثيرة للجدل في يومها الأول من دون التشاور مع الكونغرس أمر مزعج للغاية". وأضاف: "كما يبدو أنّها (الخطوة) تتناقض مع تصريحات (مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية) أنتوني بلينكن (أول من) أمس. أدعو الرئيس بشدة إلى توضيح هذه الخطوة الاستفزازية بسرعة"؛ علماً أنّ بلينكن قال الثلاثاء في جلسة استماع في مجلس الشيوخ إنّه لا ينوي نقل السفارة الأميركية من القدس المحتلة وإنّه سيحفاظ على العلاقة الأمنية الوثيقة بين بلاده والاحتلال.

جوناثان شانزر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط نائب رئيس "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" (معروفة بتأييدها للاحتلال وسياساته)، حذّر من أنّ هذه الخطوة قد تؤدي إلى تغييرات سياسية كبيرة. وفي حديث مع الموقع، قال شانزر: "يمكن للمرء تفسيرها بطريقتيْن: فمن جهة، قد تمثّل اعترافاً بواقع أنّ القنصلية في القدس الشرقية لم تعد موجودة، وبالتالي التأكيد أنّ السفارة في القدس هي دار المقاصة الأساسية لجميع الأمور المتعلقة بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. ومن جهة ثانية، يبدو أنّها تعني أنّه سيتم التعاطي مع الأراضي الثلاثة على قدم من المساواة- ما قد يشكّل تغييراً كبيراً في السياسة". وعليه، شدّد شانزر على الحاجة إلى توضيح يبيّن ما إذا كانت مقاربة إدارة بايدن الديبلوماسية إزاء "إسرائيل" والفلسطينيين ستتغير انطلاقاً من اليوم الأول.

يذكر أنّ ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، معتبراً إياها "عاصمة لإسرائيل" في أيار 2018، في خطوة وافق عليها الكونغرس منذ التسعينات، على الرغم من أن الإدارات السابقة أوقفت تنفيذها. وأعرب بلينكن خلال جلسة الاستماع عن تأييده لحل الدولتيْن، مشيراً إلى أن تسوية "النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي" تعتبر "تحدياً كبيراً"، وأنّه من الصعب تحقيق التقدم فيها في الوقت القريب. وبحسب موقع "Free Beacon"، فإنّه يُرجح أن تصب إدارة بايدن تركيزاً أكبر على محادثات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة بالمقارنة مع الإدارة السابقة، كما رجح الموقع تعاطي الرئيس الجديد مع قرار ترامب الاعتراف بالجولان المحتل جزءاً من أراضي الاحتلال. 

تم طباعة هذا المقال من موقع راديو بانوراما (panoramafm.ps)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)